“إسرائيل”: الضفّة الغربية أخطر بكثير من القطاع والسلطة ضعيفة..ارتفاع مُقلِق بعمليات إطلاق النار باتجّاه أهداف الاحتلال..المقاومون الفلسطينيون لا يستسلمون”!
“إسرائيل”: الضفّة الغربية أخطر بكثير من القطاع والسلطة ضعيفة..ارتفاع مُقلِق بعمليات إطلاق النار باتجّاه أهداف الاحتلال..المقاومون الفلسطينيون لا يستسلمون”!
الناصرة: أقرّت دولة الاحتلال “الإسرائيليّ” اليوم بأنّ الخطر المحتمل في الضفّة الغربيّة المُحتلّة أعلى من الخطر من جهة قطاع غزّة، ولفتت المصادر التي اعتمدت عليها صحيفة (هآرتس) العبريّة، الأحد، إلى أنّ هذا الخطر تجسّد خلال الانتفاضة الثانية، وأيضًا في فتراتٍ قصيرةٍ لاحقةٍ اتسمّت بعمليات نفذها أفراد، وذلك في العام 2014 وفي الربيع الماضي، على حدّ تعبيرها.
مُحلّل الشؤون العسكريّة في الصحيفة عاموس هارئيل نقل عن مصادره بالمؤسسة الأمنيّة قولها إنّ الصعوبة المفصليّة التي تُواجهها الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة تتعلّق بعدم القدرة على وقف عبور منفذي عمليات من خلال ثغرات في جدار الفصل العنصريّ، أوْ بين طرفيْ ما يُطلَق عليه بالخّط الأخضر، وذلك في الوقت الذي تقوم فيه قوّات الاحتلال بحملات تنفيذ اعتقالاتٍ في قلب الضفة الغربيّة، وعلى نحوٍ خاصٍّ في مدينتيْ نابلس وجنين ومحيطيهما، والتي تترافق عادةً باشتباكاتٍ مسلحةٍ مع فدائيين فلسطينيين، وأكّدت ذات المصادر، أنّ عمليات إطلاق النار باتجاه أهدافٍ إسرائيليّةٍ في أنحاء الضفّة الغربيّة ازدادت بشكلٍ كبيرٍ، وذلك خلال العام الحاليّ.
وبطبيعة الحال، كما في السابق، وجّه الاحتلال اتهاماتٍ لإخفاقاته المتكررة إلى أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينيّة، حيثُ أكّد التقرير في (هآرتس) العبريّة أنّه يتحتّم على أجهزة الأمن الفلسطينيّة العمل على لجم العمليات المسلحة ضد قوّات الجيش الإسرائيليّ وأيضًا ضدّ المستوطنين بالضفّة، والذين بلغ تعدادهم حوالي 700 ألف مستوطنٍ.
وعادت “إسرائيل”، عبر التقرير في الصحيفة العبريّة إلى تكرار الأسطوانة المشروخة حول ضعف السلطة الفلسطينيّة، حيث كان زعمت قبل حوالي الشهريْن أنّ قوّات الأمن التابعة للسلطة في رام الله لا تجرؤ على اقتحام مخيم اللاجئين في جنين، وأنّه عمليًا بات تحت سيطرة مَنْ أسمتهم بالمُسلحين، وأيضًا هذه المرّة اتهم الاحتلال السلطة بالعجز، مدعيًا أنّ تنظيماتٍ، لم يُسمّها، دخلت إلى ما أسمته المصادر بالفراغ، وأنّ ما يُعزز حالة الفراغ المذكورة يكمن في انعدام أيّ أفقٍ سياسيٍّ من قبل الحكومات الإسرائيليّة، بما في ذلك الحكومة الحالية بقيادة يائير لبيد.
على صلةٍ بما سلف، أكّدت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة فشل سياسية حكومات الاحتلال الإسرائيليّ في التعامل مع الساحة الفلسطينية منذ عام 2009، فيما يتزامن هذا الموقف مع قلق أمني إسرائيلي متزايد من ضعف السلطة الفلسطينية.
وأوضح الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية، آفي إيسساخروف، أنّ “وجع الرأس المركزي الذي يعاني منه جهاز الأمن في “إسرائيل” في هذه الأيام في الساحة الفلسطينية على الأقل، ليس بسبب إضراب الأسرى، بل بسبب ضعف السلطة الفلسطينية نفسها”.
ولفت إلى أنّ “أجهزة أمن السلطة تجد صعوبة للعمل في مناطق مختلفة في الضفة الغربية، وهذه المناطق سرعان ما تحتضن مسلحين يعملون على ضرب أهداف إسرائيلية، وفي البداية كانت جنين ومن ثم انتقل المركز إلى قصبة نابلس والقرى المحيطة”، مؤكدًا أن المقاومين الفلسطينيين لا يتوقفون عن تنفيذ عمليات إطلاق نار تستهدف جيش الاحتلال والمستوطنين في مختلفة مناطق الضفة الغربية المحتلة.
وللتدليل أيضًا على عمق الأزمة الأمنيّة التي يعيشها الاحتلال الإسرائيليّ يُمكِن الاستعانة بما كشفته هيئة البث الإسرائيلي الرسمية (كان)، عن وجود “وحدة اختراق” تابعة لمنظومة الجيش الإسرائيليّ.
وأوضحت الهيئة، أنّ تشكيل هذه الوحدة كان نتيجة للدرس الذي تعلمه جيش الاحتلال الإسرائيلي من “عملية الإنقاذ الفاشلة” التي خاضها من أجل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي، نحشون مردخاي فاكسمان، الذي تمكنت كتائب القسام الجناح العسكري لـ”حماس” من أسره يوم 9 تشرين الأول (أكتوبر) من العام 1994.
وذكرت (كان)، نقلاً عن مصادر وزانةٍ في المؤسسة الأمنيّة، أنّ الجيش الإسرائيلي فشل في تفجير وفتح الباب الخاص بالمكان الذي أسر فيه الجندي، ما تسبب بقتله على يد عناصر المقاومة الفلسطينية.
ونتيجة هذا الفشل الإسرائيليّ، تستخدم هذه الوحدة اليوم “وسائل متنوّعة لدخول المنازل المسلّحة؛ سواء سرًا أوْ عبر انفجار مدّوٍ”، مؤكدة أنّ “كل الأبواب مفتوحة” أمام هذه الوحدة.
ونبهت هيئة البث بأن “لصوص هذه الوحدة ينشغلون اليوم بالبيت المجاور”، في إشارة إلى أنهم على استعداد للقيام بمهمة فتح أي باب من أجل إعدام أو اعتقال الفلسطينيين من داخل منازلهم.
-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس: