متخصص بالشأن الفلسطيني

وفد من حركة فتح في دمشق: سيناريو “الإهتراء” السياسي

وفد من حركة فتح في دمشق: سيناريو “الإهتراء” السياسي

يناير 19, 2022 12:37 م

*خاص – صمود:*
ليست المرة الأولى التي يزور فيها وفد من حركة فتح أو السلطة الفلسطينية أو منظمة التحرير دمشق، إذ لم يعد هناك فرق كبير بين الثلاثة في الوقت الحالي. فقد سيطر أبو مازن ومعه جبريل الرجوب وأمثاله من رجالات “فتح” على المؤسسات الثلاث، فأصبحت “فتح” بكامل هيئاتها وإداراتها وكوادرها وعناصرها، رهناً لإشارة أبو مازن الذي بات يسيطر كذلك على منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية بطبيعة الحال.
يختلف التوقيت وطبيعة الزيارة عن سابقاتها من حيث أنّها أتت تزامُناً مع ذكرى إنطلاقة “فتح” ومهرجانها المركزي، الذي أُقيم هذه المرة، على أنقاض مخيّم اليرموك المغدور. ذلك المهرجان الذي لم تخجل إقامته قيادة فتح ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية أمام كل تقصيرها في ما يتعلق بملف فلسطينيي سوريا منذ بدأت الأحداث إلى وقتنا الراهن.
صراع الحركتين
لا تُخفي حركة فتح عداءها الشديد لحركة حماس وتَنافُسها معها على السلطة، ليس فقط في الداخل الفلسطيني وإنّما في مخيّمات الشتات أيضا. ومن يراقب جيداً تاريخ “فتح” في سوريا وطريقة تعاطيها مع الأزمة السورية، سيجد أنّ استراتيجيتها قد إقتصرت على الجانب الأمني الذي لعبه مبعوث الرئيس أبو مازن، أنور عبد الهادي، وبالذات في ملف مخيّم اليرموك، الذي لم يخلُ من الشُبهات الأمنية في كل تصرفاته وعلاقاته، إضافة للدور الذي لعبه ماجد فرج و جهاز الأمن الوقائي الذي لم يتعدّ الدور الأمني المشبوه نفسه، بدءاً بصفقة إخراج الناشطين من مخيّم اليرموك إلى العلاقات الأمنية مع مجموعات مسلحة وأمنية داخل المخيّمات عبر أدواتهم الممتدة.
تعرّضت زيارات وفود “فتح” السابقة، التي ترأستها أكثر من شخصية معروفة من الحركة أو من منظمة التحرير على السواء، لإنتقادات شديدة من قِبل اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، لإقتصار دورها على المطالبة بإمتيازات تنظيمية ضيقة خاصة بـ”فتح” كتنظيم، وتسهيل تحركاته الشعبية والسياسية ونشاطه المتزايد على الساحة السورية، وبشكل خاص لملئ الفراغ الذي شكّله إنسحاب حركة حماس على إثر موقفها من الأزمة السورية والذي ما زال خاضعاً للمراجعة داخل “حماس” إلى يومنا هذا.
لا تختلف إستراتيجية “فتح” في سوريا كثيراً عن إستراتيجيتها في فلسطين والمخيّمات الفلسطينية في لبنان وفي أي مكان تتواجد كوادرها فيه، وهي مواجهة “حماس” وأي حركة مقاومة داخل أو خارج فلسطين، وإدّعاء تمثيل الشعب الفلسطيني وبذل كل الجهود للسيطرة على القرار الفلسطيني، مع السعي الحثيث لانتزاع الإعتراف بإتفاق أوسلو وهيكلياته ومؤسساته، ومن ضمنها الإعتراف بـ”إسرائيل” كجزء من إعتراف الشرعية الدولية بها وإعتماد المقاومة السلمية كأداة للوصول إلى الدولة المنشودة.
على خط المصالحة سوريا – حماس
عبّر الرجوب عن ذلك من خلال لقاءاته التلفزيونية في دمشق ولبنان دون أن يتجنّب الحديث عن “حماس” وخيانتها لسوريا بعد كل ما قدّمت سوريا لها، محاولاً إعادة صبّ الزيت على النار، وبعد كل المحاولات التي تبذلها “حماس” ومحور المقاومة لإعادة العلاقات بين حركة المقاومة الإسلامية والحكومة السورية إلى إطارها الصحيح، بوصفها أي “حماس” حركة مقاومة فلسطينية تبني تحالفاتها على هذا الأساس.
تأتي زيارة الرجوب في توقيت يتعرّض فيه محمود عباس وحركة فتح إلى إنتقادات شديدة من الأصدقاء قبل الخصوم والأعداء. فقد “تغوّلت” السلطة الفلسطينية وأذرعها الأمنية الممتدة في كافة أماكن تواجد الفلسطيني، متورطةً بالإعتقالات وعمليات القمع المُمنهج ضد أبناء الشعب الفلسطيني الذين وصلوا إلى قناعة بانهيار إتفاق أوسلو على كل المستويات ما عدا الجانب الأمني، الذي يتشبّث به الاحتلال قبل السلطة.
من هنا، فإنّ إغتيال نزار بنات وحملة الإعتقالات في الضفة الغربية والمساهمة في حصار غزة، بالإضافة للأحداث الأمنية الأخيرة في مخيّم برج الشمالي وغيره من التوترات الأمنية والقمعية التي تمارسها الأجهزة الأمنية تارة، وكوادر “فتح” تارة أخرى كلها دلائل على تفاقم أزمة هذه القيادة التي تُصادر الإرادة الشعبية في المقاومة وبكافة الأشكال.
جاءت زيارة رجوب إلى دمشق، بكل وضوح، كمحاولة بائسة ومشبوهة لإعادة الشرعية لحركة فتح ومنظمة التحرير، التي صودرت منذ إتفاق أوسلو المشؤوم عبر تعطيل هيئاتها الرسمية وغير الرسمية، ووضعها جانباً إلى حين الحاجة لإستخدامها كممثّل شرعي للشعب الفلسطيني ووصياً عليه.
ومن الواضح أنّ ما تمّ طلبه من سوريا مقابل الوقوف بجانب حكومتها، وإعادتها إلى الجامعة العربية، بعد أن تنازلت السلطة الفلسطينية لقطر عن رئاسة دورة الجامعة العربية عام 2011 -مما أدّى إلى التأمر فيها على إخراج سوريا من جامعة الدول العربية في ذلك الوقت. يتشدّق جبريل الرجوب على الإعلام بأنّه من العار أن تكون سوريا خارج الجامعة العربية- كان الضغط على فصائل التحالف والجبهة الشعبية والديمقراطية للموافقة على حضور إحتجاج المجلس المركزي لمنظمة التحرير والذي كان من المفروض عقده في الـ20 من الشهر الحالي.
جاءت الزيارة بشكل أساسي لعزل “حماس” وتقديم بديل عنها في الساحة السورية، بالإضافة إلى إبتزاز غير مباشر من أجل الضغط على الفصائل المتواجدة في دمشق للموافقة على حضور إجتماع المركزي وإعادة شرعية مفقودة لهذه الهيكليات الواجهات، التي يخرج بها من فترة لأخرى، الرئيس الفاقد الشرعية محمود عباس وأزلامه وأذرعه الأمنية في فتح والسلطة الفلسطينية.
موقف “الصاعقة”
لم يكتفِ الرجوب، والسلطة الفلسطينية من ورائه، بإلقاء خطبته الرنّانة في مخيّم اليرموك المغدور، الذي تُرك وحيداً ليجابه مؤامرة كانت كافية لدماره وترحيل سكانه وضياع أرواحهم وممتلكاتهم وأحلامهم.. بضياعه، بل وعمل على التلاعب بتنظيم مثل تنظيم الصاعقة، الذي يُعتبر فرعاً من فروع حزب البعث العربي الإشتراكي، وذلك بإلتفافه على القيادة التاريخية في “الصاعقة” وعقد الإجتماع مع القيادة الحديثة على مستوى سوريا، والتي كان من الواضح أنّه قد تمّ تجهيزها لهذا اللقاء مسبقا، في محاولة للإلتفاف على الرفض الكامل لإتفاق أوسلو ومجرياته وإستحقاقاته.
الأمر الذي أزعج القيادة الرسمية للتنظيم ودفعها إلى إصدار بيان يُدين هذا اللقاء ومجرياته وحيثياته، إذ جاء في بيانها: “إنّ الأشخاص الذين عقدوا اللقاء مع وفد حركة فتح في دمشق لا يملكون صفة تمثيل “الصاعقة””. وأدانت “الصاعقة” هذا الإجتماع حيث تحدّث البيان: “منذ وصول الوفد الفلسطيني من أراضي السلطة الفلسطينية إلى الأراضي السورية، كان واضحاً لنا حجم المحور الذي شكّلوه مع أشخاص ليست لديهم الصفة التمثيلية للحديث بإسم “الصاعقة”، وكنّا نعلم أنّه قد سبق الزيارة، التنسيق على أساس إختزال “الصاعقة” بالمدعوّين محمد قيس وكمال الحصان، من أجل ضمان حضور ولو بأي ثمن ممثلين عن “الصاعقة” لإجتماعات المجلس المركزي، وكعملية إحترام للموقف الفلسطيني الرافض لإتفاقات أوسلو وتوابعها.
ثنائية الفشل
كما هو واضح، تأتي زيارة الرجوب وفي نفس الوقت إعلانه عن رغبة الرئيس أبو مازن بزيارة سوريا بعدما ذهب إلى الجزائر، ومن قبلها لقاؤه مع وزير الدفاع الإسرائيلي كمحاولة أخيرة لإنقاذ مشروع أوسلو لضمان أولويات الاحتلال في استمرار هذا الإتفاق الذي جرى وفق كل معانيه ودلالاته، وبالذات، الأمنية منها.
قطع البيان الصادر عن الصاعقة، ورفض الجبهة الشعبية لحضور إجتماع المجلس المركزي، الطريق على تحضير نتائج عملية أو ملموسة على صعيد الموقف السوري أو فصائل التحالف في سوريا.
تأتي هذه الزيارة المشبوهة بعد زيارة منيب المصري، رجل الأعمال الفلسطيني إلى سوريا الشهر الماضي، مبعوثاً من الرئيس أبو مازن شخصياً بمبادرة وطنية أيضاً تشبه مبادرة الرجوب، والتي لا تتجاوز إعادة الشرعية إلى الرئيس أبو مازن وإتفاق أوسلو والشريعة الدولية. وكما باءت تلك الزيارة بالفشل لحقتها زيارة الرجوب التي تمّ الإعلان عن فشلها قبل مغادرة الوفد من دمشق.

آخر الأخبار
قراءات الإعلام والخبراء بالشؤون الإسرائيلية .. انتصر الإيرانيون قبل أن يطلقوا صواريخهم علينا.. اللقاء التضامني الفلسطيني - السوري مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق إصابة ثلاثة مستوطنَين بعملية دهس غرب مدينة القدس المحتلة، وتخبط وإرباك في صفوف الشرطة.* الخامنئي: القوات المسلحة قدمت صورة جيّدة لقدراتها وأثبتت قوة إرادة شعبنا وإمكانياته على الساحة الدول... السيد عبد الملك الحوثي: لا يمكن أن يكون هناك استقرار والعدو الصهيوني محتلا لفلسطين *رئیس الجمهوریة الإيرانية إبراهيم رئيسي: دور اليمن ومبادراته وخطواته الشجاعة في البحر الأحمر وتجاه ا... عيد البعث والجلاء والقضية الفلسطينية العرض التعبوي للفصائل الفلسطينية #طوفان_الأحرار #طوفان_الأقصى #طوفان_الأحرار تحضيرات شباب فصائل الم.#قاومة الفلسطينية في مخيم اليرموك...للعرض الع.#سكري في يوم الق... مسيرات جماهيرية حاشدة نصرةً لغزة وللمقاومة الفلسطينية، ودعما للمواقف والقرارات الشجاعة لقائد الثورة ... مشروع القرار لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة، حظي بتأييد 12 عضواً من أصل 15، وامتناع بريطانيا وسويسرا... العرض التعبوي لشباب فصائل المقاومة الفلسطينية في مخيم اليرموك بالعاصمة دمش بمناسبة يوم القدس العالمي... مقتطفات مترجمة من خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي اليوم الخميس الموافق - 18.4.2024 - 9 ش... خالد عبد المجيد لجريدة الوفاق: نعتمد على ارادة شعبنا وصموده الأسطوري ومقاومته الباسلة وقوى محور المق... "صحيفة إسرائيلية": 4 ملفات مصيرية ستحدد مستقبل "إسرائيل" في الشرق الأوسط (عيد البعث والجلاء والقضية الفلسطينية)...ندوة سياسية فكرية في قاعة السابع من نيسان بدمشق. الضربة الانتقامية الايرانية لمواقع ومطارات كيان الإحتلال تمثل تحولا استراتيجیا في الصراع مع العدو ال... #أطفال فلسطين لونا دياب طوفان_الأحرار #طوفان_الأقصى #يوم_القدس_العالمي من مخيم اليرموك معرض فني سينوغرافي في مخيم اليرموك يحاكي بطولات المقاومة وصمودها مخيم الوافدين تحضيرات العرض العسكري في يوم #القدس_العالمي بريف دمشق مخيم السيدة زينب (سلام الله عليها) تحضيرات العرض العسكري في يوم #القدس_العالمي مخيم خان دنون تحضيرات العرض العسكري في يوم #القدس_العالمي مخيم خان الشيح تحضيرات العرض العسكري في يوم #القدس_العالمي مخيم اليرموك تحضيرات العرض العسكري في يوم #القدس_العالمي يديعوت أحرونوت": ليلة الهجوم الإيراني كانت مهزلة استراتيجية و "فشل استراتيجي" لـ"إسرائيل" بسبب سوء ا...