*حول مآلات الحركة الوطنية الفلسطينية* من وجهة نظر باحث “إسرائيلي” في معهد ترومان .
*حول مآلات الحركة الوطنية الفلسطينية* من وجهة نظر باحث “إسرائيلي” في معهد ترومان .
تقبع الحركة الوطنية الفلسطينية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية في أزمة كبيرة وربما وصلت إلى نهاية طريقها . بعد أن فشلت في تحقيق أهدافها – إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للمناطق وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967. قيادة فاسدة وتفتقد لثقة الجمهور وخسرت منذ العام 2007 السيطرة على قطاع غزة لخصمها اللدود حماس . في ضوء هذه الازمة السؤال الذي يطرح ما هو المانع الذي يحول دون حماس من تحقيق أهدافها في السيطرة على قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية .
كثيرا من الحركات في التاريخ المعاصر بما فيها الحركة الصهيونية مرت في أزمات وفترات انحطاط وعادت ورممت مكانتها وفي نهاية الأمر حققت أهدافها .
كان الأمر متعلقا عند أكثرية هذه الحركات بتغيير في القيادة ، واعادة تعريف الأهداف القومية ، صياغة
تحالفات جديدة وحشد دعم دولي ، شعبي وهيئات دولية . بروز حركة حماس في أوج الانحطاط في مكانة حركة فتح ومنظمة التحرير مثل نوعا من التجديد الفكري ، الاجتماعي ، والقيادي في الحركة الوطنية الفلسطينية ، لكن تطورها لكي تصبح بديلا ممكنا تم وقفه والفضل الكبير في ذلك يعود للمساعدة النشطة التي قدمتها اسرائيل .
من الناحية النظرية تحت قيادة أخرى وواقع جيوسياسي مختلف كانت حماس ستأخذ مكان منظمة التحرير وفتح والتحول إلى الجهة المسيطرة وطنيا .
بحكم كونها حركة سياسية تتحمل المسؤولية عن السكان الذين يعيشون في ظروف صعبة جدا وتتكبد خسائر في الأرواح والممتلكات ، أصبح متوقعا منها على الرغم من الصلابة الفكرية دينيا ووطنيا عندها فإنها ستقبل التعايش مع “إسرائيل” من دون موافقة رسمية بهدف خلق ظروف تسمح بتحسين مستوى حياة السكان في القطاع . لكن لاجل الوصول إلى ذلك هناك شروط ضرورية ليس من المتوقع تحقيقها في المستقبل القريب : تغيير في سياسات الحصار الإسرائيلية ،الاقرار الإسرائيلي بسلطة حماس في غزة ، وموافقة حماس على تغيير طبيعتها من حركة مقاومة إلى حكومة مسؤولة تضع نصب عينها اهداف براغماتية .
السؤال من سيخلف ابو مازن وما هي تداعيات الصراع على خلافته على منظمة التحرير وفتح وعلى السلطة الفلسطينية هي مشكلة بحد ذاتها . على كل حال يبدو أن التيار المركزي في منظمة التحرير بحاجة لاجتياز تغيير عمري ( الأجيال ) وكذلك في عقيدته فيما يتعلق بمهامه الوطنية حتى لا يتلاشى أو يذوب في داخل التيار الإسلامي . في ظل ظروف استمرار السيطرة الإسرائيلية التامة على الضفة الغربية ، يبدو أن فرص تغيير وجه حركة فتح من الداخل سيكون مشروطا بالتقدم نحو تسوية إسرائيلية – فلسطينية وهذا الاتفاق لا يلوح في الأفق .
ملخص عن كتيب “لإبراهام سيلع “محاضر في الجامعة العبرية وباحث في معهد ترومان