ورقة موقف: من المستحيل الوصول لحلول عادلة للقضية عن طريق التفاوض
ورقة موقف: من المستحيل الوصول لحلول عادلة للقضية عن طريق التفاوض
خلصت ورقة موقف أعدت مؤخرًا إلى أن إمكانية إيجاد حلول عادلة للشعب الفلسطيني عن طريق التفاوض باتت مستحيلة، في ظل ما هو قائم من علاقة الهيمنة والعنف وفرض الأمر الواقع من الاحتلال الإسرائيلي على الطرف الثاني المتمثل بالسلطة الفلسطينية. وتوضح الورقة، التي تأتي ضمن إنتاج المشاركين/ات في برنامج “التفكير الاستراتيجي وإعداد السياسات” الذي ينفذه مركز مسارات، أنه أصبح لدى الإسرائيليين قناعة أن ما هو قائم من علاقة هيمنة وعنف من قبلها على الطرف الثاني، هو جوهر فكرة “السلام بالنسبة لهم”، وأنهم بهذه الطريقة يستطيعون إدارة علاقتهم مع الفلسطينيين، مهما كانت وحشية وعنصرية، بدلًا من حلها أو التفاوض عليها. وتضع الورقة ثلاثة سناريوهات للمرحلة القادمة، السيناريو الأول “تقليص الصراع” والثاني فشل “تقليص الصراع”، والثالث “استمرار الوضع الراهن”. ووفق الورقة، فإن السيناريو الأقرب هو قبول السلطة الفلسطينية بفكرة “تقليص الصراع”، وهو الترتيب السياسي الجديد الذي تحيكه الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وثمة اهتمام دولي تجاهها، ودعم من الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة “جو بايدن” بالذات، كما أن أجزاء منها قيد التطبيق على أرض الواقع. وتبين أن هذا السيناريو يقترب من وجهة نظر اليمين الإسرائيلي، “وتأتي أهميته من كونه يحاول إزالة أو التقليل من المفاعيل التي تؤجج الصراع وتولد صدامًا، ويتم ذلك من خلال إعطاء شعور جذري بأن دولة الكيان تقدمت بخطوات تجاه الطرف الآخر عبر تسهيلات حياتية ومشاريع وبنى تحتية، إضافة إلى إعطاء الطرف الفلسطيني شعورًا بالحرية؛ من خلال توفير مساحات لهم في مناطق (ج)، وتسهيل إجراءات الخروج من الضفة الغربية، وإزالة الحواجز مع استبدالها بوسائل تكنولوجية لا ترى بالعين المجردة، إضافة إلى زيادة تصاريح العمال”. وتشير إلى أن الوسيط الأمريكي بين الطرفين لا يرى القضية الفلسطينية أولوية، “فإن إمكانية إيجاد حلول عادلة مستحيلة، وكل ما يسعى له الوسيط الأميركي هو منع حدوث أي توترات تشغله عن أولوياته الأساسية، لذا يلجأ إلى إغراق الفلسطينيين بالوعود السياسية والاقتصادية؛ كي يحفظ التوازن في المنطقة”. وتضيف: “الرئيس بايدن كان واضحًا في هذا الشأن، وتحدث عن إدارة الصراع بدلًا من الحفاظ على خيار السلام؛ وذلك بسبب الانقسام في الحكومة الإسرائيلية حول هذا الموضوع، في المقابل، أبدى رئيس السلطة محمود عباس استعداده للمشاركة في مؤتمر دولي للسلام، تحت مظلة الأمم المتحدة، على أمل أن تنبثق عن هذا المؤتمر مفاوضات جادة مع إسرائيل، وعبر عن استعداده للعمل مع الأطراف الدولية، وتحديدًا اللجنة الرباعية الدولية”. وتتساءل في ظل الرغبة الجامحة للسلطة الفلسطينية دائمًا واستعدادها للانخراط في عملية تفاوضية ونقاشات سياسية حقيقية، فهل تستطيع تحقيق مآربها في ظل سياسة السيطرة التي تنتهجها حكومات الاحتلال؟ وهل سنكون أمام السلوك التفاوضي الإسرائيلي ذاته، أم سنكون أمام نهج جديد؟ وتختم، “وعلى ضوء ذلك، فقد تكون السلطة أمام مرحلة جديدة من الصراع، وهي تقليص الصراع وفق رؤية بينيت، بموافقة ودعم الولايات المتحدة، بعيدًا عن اتفاق عادل بين الطرفين، وتدرك السلطة ذلك؛ نظرًا لكون الغالبية العظمى لأعضاء الكنيست، في هذه الدورة، هم من “عتاة المستوطنين”، الذين يرفضون تقديم أي تنازلات للطرف الفلسطيني.