انتفاضة فلسطين | الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبدالمجيد لـ”مرآة الجزيرة
انتفاضة فلسطين | الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبدالمجيد لـ”مرآة الجزيرة”: صمت “السعودية” عن جرائم كيان الاحتلال بحق الفلسطينيين تواطؤ موصوف مايو 25, 2021 4 دقائق الاستراتيجية المقاومة التي أرسيت للمواجهة ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي في معركة المواجهة الأخيرة كشفت لدول التطبيع هوان وانكسار الاحتلال الإسرائيلي أمام قدرة المقاومة وقوتها وصمودها، هوان من شأنه أن يثبت لدول التطبيع أن ما راهنت عليه من حماية وأمن من قبل الاحتلال ليس ذات أساس ولم يعدو كونه ادعاءات ومزاعم لن تحمي أمن المطبعين. عن المبادرة المصرية ووقف إطلاق النار والهدنة ودور الدول المطبعة وانتصار غزة، في حوار خاص ل”مرآة الجزيرة” مع الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبدالمجيد.. خاص مرآة الجزيرة ـ سناء ابراهيم الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبدالمجيد يعتبر أن المقاومة الفلسطينية وما قامت به خلال أحد عشر يوماً والانتفاضة الشعبية في فلسطين والقدس والضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 48 والتفاعل الذي جرى في كل المخيمات والتجمعات والمهاجر من الفلسطينيين وأبناء الأمة وأحرار العالم، غيّر موازين القوى وغيّر قواعد الاشتباك مع هذا الكيان الصهيوني. في حوار خاص مع مرآة الجزيرة، يلفت عبد المجيد إلى أنه “وجهت صفعة كبيرة لهذا الكيان ولأمنه ولمخططاته ولإجراءاته سواءً في القدس أو في الأراضي المحتلة عام 48 أو للمسارات السياسية التي كانت تخطط لها دوائر غربية وصهيونية ورجعية عربية”، وبين أن “هذه المعادلة الجديدة التي أفرزتها هذه المواجهات وهذه الانتفاضة وهذه المقاومة تتراكم مع صمود أهلنا في الأراضي المحتلة عام 48 وتتراكم مع انتصارات وصمود محور المقاومة ويجب أن توظف بالاتجاه الصحيح الذي يحمي قضية شعبنا من المحاولات والمؤامرات الغربية للنيل من الحقوق الفلسطينية”. ولأن حجم الانتصار والتأثير من شأنه أن يكون ذات تأثيرات كبرى، يرى الأمين العام “لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني” أنه يجب أن يكون هناك قاعدة لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في العودة والتحرير وحماية القدس ومقدساتها والأقصى المبارك وأهالي الشيخ جراح والعيسوية، وبوقف اعتداءات الصهاينة على المسجد الأقصى ووقف إجراءات الاحتلال في هدم البيوت وتهجير أهالي القدس، ويفك الحصار عن شعبنا في غزة وإعادة البناء والتعويض عن كل ما جرى من تدمير ووحشية وجرائم لهذا الاحتلال”. وحول المعادلة التي ارستها المقاومة في المواجهة الأخيرة، يقول عبدالمجيد “إن المعادلة والصراع والمواجهة مع الاحتلال الصهيوني من قبل المقاومة الفلسطينية والانتفاضة الشعبية غيّر معادلات كذلك في الأوضاع العربية”، مشيرا إلى أن الكيان الصهيوني في حروبه مع الدول العربية ومع الجيوش العربية اعتاد أن تكون هناك حروب خاطفة أن يكون هناك محاولات لهزيمة عسكرية للجيوش العربية، لأنه يتفوق عسكرياً وتقليدياً في أسلحته وطيرانه ومعداته والتكنولوجيا من خلال الدعم الأمريكي والغربي المتواصل، إلا أنه في هذه المواجهة تبدلت المعادلة. ويضيف أن معادلة المقاومة تختلف هذه المرة مع مشاركة 6.5 مليون فلسطيني داخل الأراضي المحتلة بالمواجهات من خلال هذه الانتفاضة، كما أن هناك قواعد جديدة لاشتباك المقاومة الفلسطينية لم يشهدها العدو خلال ثلاثة وسبعين عاماً، كما استطاعت القوة الصاروخية للمقاومة أن تدك كل المستوطنات في الوسط وجنوب فلسطين وأن تدك تل أبيب وعدد من المؤسسات الصهيونية على الرغم من عدم اعتراف العدو لغاية الآن بحجم خسائره العسكرية، باستثناء سماحه بنشر الخسائر التي وقعت في المستوطنات، متوقعا أن “تكشف الأيام القادمة حجم هذه الخسائر عند هذا العدو، لذلك هذا الوضع بالنسبة للمقاومة يختلف كلياً عن الوضع والحروب مع الجيوش العربية”. هدنة مؤقتة وحول الدور الذي برز لأهالي الأراضي المحتلة عام 48، ينبه عبد المجيد إلى أن “فلسطيني 48 وبعد 73 عاماً من ممارسة هذا الكيان العنصرية والفاشية ومصادرة الأراضي والإجراءات التي يقوم بها في إطار سياسته في التمييز العنصري تجاه الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، كانت هذه الانتفاضة كالفرصة ليعبر أبناء الشعب الفلسطيني في اللّد والرملة وعكا وحيفا والناصرة وكل القرى والبلدات الفلسطينية في الجليل الأعلى في أم الفحم في كفر كنا وفي بئر السبع جنوباً، عن رفضه لكل هذه الإجراءات العنصرية والفاشية التي يمارسها الكيان الصهيوني على أصحاب الأرض الحقيقيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وتابع “اذا تراكمت وتظافرت الانتفاضة في القدس وفي غزة المقاومة مع 48 والضفة الغربية لتحيي وتستنهض من جديد هذا الدور الوطني الفلسطيني الكبير في مواجهة الاحتلال على الأراضي المحتلة عام 48 حيث أكد الفلسطينيين أنهم متجذرين في الأرض الفلسطينية وأكدوا أنهم متمسكين بكامل حقوقهم وليس في الأراضي المحتلة عام 67، وإنما في كل فلسطين التاريخية”. وبعد ١١ يوما من الصمود، ووقف إطلاق النار ووقف العدوان على غزة ووقف إطلاق الصواريخ، يرى عبد المجيد أن ما جرى هو عبارة عن “هدنة مؤقتة لأيام بوساطة مصرية سيبحث بعد ذلك التفاهمات الطويلة الأمد للتهدئة وهذا مرتبط بشروط المقاومة حول مدينة القدس باعتبار أن هذه الحرب كانت من أجل حماية الأقصى والشيخ جراح والقدس عموماً من الإجراءات الصهيونية”، منبها إلى أنه “إذا لم تلتزم إسرائيل بوقف إجراءاتها ووقف تهجير سكان الشيخ جراح ووقف هدم المنازل في القدس ووقف استباحة المسجد الأقصى من المستوطنين فإن هذه الهدنة ستكون هشة ولم يصمد وقف إطلاق النار طويلاً”. كما لفت إلى أن فصائل المقاومة لم تطرح أي شروط جديدة فيما يتعلق بقطاع غزة، بل أكدت تنفيذ التعهدات السابقة التي لم تلتزم بها إسرائيل ولا المجتمع الدولي بفك الحصار عن قطاع غزة وإعادة الإعمار لما هدمته إسرائيل سواءً في البنية التحتية أو في الأبنية والتعويض لسكان القطاع، من القضايا التي كانت مطروحة سابقاً”. واعتبر أن “السبب الرئيسي لتراجع الاحتلال عن العدوان البري على غزة لأنه كان يعيش حالة من التخبط وحالة من الإرباك لدى القيادة السياسية والعسكرية، وبالرغم من إنهم في البداية اتخذوا قراراً بالدخول البري إلى غزة لكنهم تراجعوا عن ذلك لأنهم يدركون جيداً أن غزة لن تكون كالمرات الماضية، وذلك رغم فشلهم من احتلال غزة أو البقاء فيها وحرب 2008 و2012 و2014 دليل على ذلك ولن يكون الدخول على غزة نزهة بل سيكون مقبرة لهذه الدبابات ومقبرةً لجنودهم، وتفادياً للخسائر الكبيرة التي ستقع بين صفوف الاحتلال وقواته تراجع العدو عن ذلك، وأدرك جيداً أن أي معركة برية سيكون هو الخاسر الكبير فيها لأن العديد من جنوده رفضوا الخدمة أو الذهاب إلى المعركة في المناطق الحدودية، مما يؤكد أن حالة القلق والخوف من هذه المعركة البرية”. موقف “السعودية” المتواطئ إلى ذلك، يصف الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني الموقف الرسمي السعودي مما جرى في القدس وغزة بأنه كان متواطئاً من خلال الصمت على جرائم الاحتلال ومحاولة احتواء الموقف في إطار الرؤية الأمريكية، وفي سياق ما تسعى إليه الدول العربية المطبعة لإجهاض الانتصار الفلسطيني وإعادة مسار المفاوضات مع العدو من خلال ما تطرحه السعودية من خلال المبادرة العربية وإعادة مسار التسوية السياسية مع العدو، وهذا ما ترفضه فصائل المقاومة الفلسطينية. كما وجه رسالة إلى الدول العربية المطبعة التي عقدت اتفاقيات مع العدو والذين كانوا يعتبرون أن هذا العدو والولايات المتحدة يحمي عروشهم وإماراتهم وكراسيهم، قائلا: “ما شاهدوه لما حصل لهذا الكيان الصهيوني ولعاصمته في تل أبيب والمستوطنات وقدرة المقاومة على هزيمة هذا الكيان وقدرة المقاومة على إفشال القبة الحديدية التي كان ولا يزال البعض من هذه الأنظمة، أن الكيان الصهيوني سيحميه ويثبت حكمه إلا أن المقاومة أزالت هذا الوهم وهذه المراهنات وأثبتت أنها قادرة على هزيمة هذا الاحتلال وداعميه”. وتابع “إننا ننصحكم أن تعيدوا النظر في كل الاتفاقيات وأن تلغوا اعترافكم بالعدو وأن تعودوا لجماهيركم وأن تعودوا لأمتكم لأن هذا الكيان لن يحميكم وهذا العدو يريد أن يستثمر وينهب ثرواتكم والولايات المتحدة الأمريكية كذلك لن تستطيع حمايتكم في المرحلة القادمة”. وفي كلمة وجهها إلى الشعب الفلسطيني، أعرب عن فخره واعتزازه بالبطولات التي قدمها، واعتبر أن “الانتصار العظيم الذي حققته المقاومة والذي يمثل اختراقاً استراتيجياً في وعي الكيان الصهيوني لم يشهده منذ 73 عاماً، كما أننا نحيي الشهداء والتضحيات الجسام التي قدمها شعبنا في القطاع الصامد وفي كل أرجاء فلسطين نؤكد لهم أننا سنبقى أوفياء لمسيرة الشهداء حتى تحقيق كامل أهداف شعبنا الوطنية والتاريخية وفي المقدمة منها حماية الأقصى والقدس وتحقيق حق العودة للاجئين الفلسطينين”.