اشتباك عابر للأجيال والأزمان حتى هزيمة المشروع الصهيوني..ويجب ان لا نسمح للعدو بان يستريح، وان نستمر بحالة الاشتباك معه وعملية استنزافه..
اشتباك عابر للأجيال والأزمان حتى هزيمة المشروع الصهيوني..ويجب ان لا نسمح للعدو بان يستريح، وان نستمر بحالة الاشتباك معه وعملية استنزافه..
نواف الزرو
كان الراحل الكبير المجاهد بهجت ابو غربية يردد علينا دائما في كافة المجالس والمؤتمرات والندوات:”اننا يجب ان لا نسمح للعدو بان يستريح، ويجب ان تستمر حالة الاشتباك معه وعملية استنزافه لان الصراع معه صراع وجود مفتوح لا تنفع المفاوضات
72 عاما على النكبة واغتصاب فلسطين….مرة ثانية وثالثة ورابعة وعلى نحو مفتوح نوثق: الاشتباك المفتوح مع الاحتلال الصهيوني هو الحل وهو الرد الحقيقي على”الملهاة السياسية المتمثلة بمشاريع وخرائط التصفية السياسية للقضية واخرها صفقة القرن”، وكذلك هو الحل والرد الحقيقي على “الملهاة الاقتصادية المتمثلة بما يطلقون عليه”الافق الاقتصادي لحل القضية” ، سواء الحل الذي كان طرحه توني بيلير في يوم من الايام، او الذي طرح في ورشة البحرين أو ما قد يأتي من ورش ومسرحيات مليارية بعدها…!
وفي سياق هذا الاشتباك المفتوح، طمأن قائد الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اللواء تمير هايمن الاسرائيليين قائلا:” نحن نعيش الآن في الفترة الأكثر أمانا بتاريخ اسرائيل”. بينما كشف قائد سلاح الجو السابق الجنرال احتياط أمير أيشل النقاب في كلمة ألقاها خلال مؤتمر لكبار رجال الأعمال في جامعة حيفا عن”أن اسرائيل تعمل في يومنا هذا وفقا لاستراتيجية جديدة ، ألا وهي استراتيجية الحرب المتواصلة ، حيث أن هذه الاستراتيجية تتميز بالكثير من السمات والمواصفات ، كما أنها تقضي بضرورة الاستمرار في تنفيذ العمليات المضادة دون تحمل المسؤولية”، وتجمع المؤسسة الامنية الاسرائيلية على ان الحرب المتواصلة بالنسبة لهم هدفها احباط وتصفية التهديدات الكامنة او المحتملة له فلسطينيا وعربيا. وليس صدفة ان يطل علينا وزير الشؤون الاستراتيجية سابقا موشيه يعلون، في مقابلة صحافية مع آري شبيط (ملحق”هآرتس-، ل”يقترح ان نعيش 100 سنة اخرى على “الهراوة والجزرة”، والذي كان قبل ذلك طالب الاسرائيليين ب”التعود على فكرة أننا في وضع إدارة الأزمات وأننا لن نحلها، وهذا الوضع قائم منذ عقود وربما يستمر لمئة عام أخرى-هآرتس “.
ونقول: هي بالتاكيد اذن، 100 سنة اخرى من “الهراوة والجزرة” من وجهة نظر يعلون وجنرالاتهم، غير انها يمكن ان تكون 10 سنوات او ربما خمسة عشر سنة، او عشرين في حساباتنا، فالمسافة الزمنية رهن من جهة اخرى بمنسوب الدور والتدخل الفلسطيني العربي في المعادلة الصهيونية…!
وفي الرد على كل ذلك، كان الراحل الكبير المجاهد بهجت ابو غربية يردد علينا دائما في كافة المجالس والمؤتمرات والندوات:”اننا يجب ان لا نسمح للعدو بان يستريح، ويجب ان تستمر حالة الاشتباك معه وعملية استنزافه لان الصراع معه صراع وجود مفتوح لا تنفع المفاوضات والتسويات”.
واليوم وبعد اكثر من ربع قرن من “الملهاة التفاوضية” مع العدو نعود ونؤكد من جهتنا: يجب ان لا يستريح العدو ابدا…!. ، بل يجب ان نحرص على استمرار الاشتباك المفتوح معه…!
هكذا هي الخلاصة الاستراتيجية لقراءة المشهد الفلسطيني الراهن المتراكم منذ اكثر من اثنين وسبعين عاما، وهكذا هو المستقبل المقروء: انه صراع واشتباك مفتوح عابر للأجيال والأزمان حتى هزيمة المشروع الصهيوني وتحرير فلسطين، مهما بدت الاحوال الفلسطينية والعربية معتمة ولا تبعث على التفاؤل(مع انني شخصيا دائما متفائل)، فليس صدفة أن يتنبأ من يطلقون عليهم “انبياء الغضب الصهيوني” بزوال “اسرائيل”، وليس صدفة أن يحذر كبير المحللين العسكريين لديهم رون بن يشاي في صحيفة يديعوت احرنوت العبرية 1/7/2019 قائلا:”إن أي جولة حربية تكون نتائجها غير حاسمة لصالح “إسرائيل” تُعتبر بمثابة مسمار آخر في نعش “اسرائيل”، مضيفا” أن المجتمع الإسرائيلي سوف ينهار من تلقاء نفسه، واليهود المتعطشون للحياة سوف ينتشرون في العالم للبحث عن مكان أكثر هدوءًا وأمانًا تحت الشمس”، مؤكدا:”إذا لم يحدث هذا الانهيار بعد الجولة الحالية، فسيأتي الانهيار الإسرائيلي بعد الجولة التالية أو التي بعدها”، بينما كان الكاتب الاسرائيلي ارييه شبيط كتب مقالة هامة جدا وانتشرت على نطاق واسع وكانت بعنوان:”ان اسرائيل تلفظ انفاسها الاخيرة”.
ونعيد التاكيد والتوثيق في الخاتمة: انه صراع وجودي وجذري واستراتيجي واشتباك مفتوح عابر للأجيال والازمان حتى هزيمة المشروع الصهيوني وتحرير فلسطين كاملة….!