أوّل حادثة”تهريب سلاح”عبر الباقورة”صمت رسمي أردني”واشتباك وتوتر في إسرائيل..جريح وحريق وضبط 9 مسدسات و٦ بنادق ووسائل قتالية

عمان- خاص ب”رأي اليوم”:
ما الذي يعنيه الكشف عن ملابسات عملية “تهريب سلاح” فجأةً على الحدود الأردنية الإسرائيلية في منطقة الباقورة التي استعادتها عمّان قبل أشهر عمليًّا؟.
تباينت طوال نهار الأربعاء روايتان بخصوص حادثة الباقورة حيث عملية إطلاق رصاص إسرائيلية أسفرت عن إصابة مواطن أردني ومعلومات أردنية غير رسمية معلنة عن محاولة تهريب سلاح.
في الجزء الأردني من الرواية قال مصدر حكومي بأن الأجهزة المختصّة تتابع حادث إصابة مواطن أردني برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي من خلال القنوات الرسميّة والدبلوماسيّة.
وكان مواطن أردني يبلغ من العمر 49 عاماً قد أصيب، فجر الأربعاء، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد اجتيازه الحدّ الدولي الفاصل بين المملكة الأردنية الهاشمية والأراضي المحتلة، في منطقة الباقورة.
ووفقاً للتحقيقات الأوليّة فإنّ تسلّل المواطن الأردني الذي ما زال محتجزاً لدى السلطات الإسرائيليّة كان بقصد التهريب.
بوضوح تجنّبت المعلومات الأردنية التحدّث عن نوعيّة التهريب حيث برزت المحاولة للتهريب لأول مرة منذ نحو 25 عامًا في منطقة الباقورة المحروسة جيّدًا من الجانبين والتي يتحرّك فيها ضمن بروتوكول خاص بعض المزارعين الأردنيين والإسرائيليين.
في الجانب العبري من الرواية تختلف التفاصيل حيث أصيب مواطن أردني بجراح متوسّطة إثر تعرّضه لإطلاق نار في منطقة سمخ جنوبي بحيرة طبرية عند الحدود الأردنية مع الأراضي المحتلة، بحسب إذاعة الاحتلال “كان”.
وقال موقع “يديعوت أحرونوت” الإلكتروني إنه شب حريق في المكان وأن قوة من شرطة الاحتلال أطلقت النار على المواطن الأردني (49 عامًا) في منطقة الباقورة، وأنه كان يحاول تهريب أسلحة من الأردن إلى الأراضي المحتلّة.
ونُقل المواطن الأردني الجريح حسب الإذاعة الإسرائيلية إلى مستشفى بورية قرب طبرية، حيث وُصفت إصابته بالمتوسّطة وشبّ الحريق في أعقاب إطلاق القوات الإسرائيلية قذائف إضاءة.
من جهته قال المتحدّث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي عبر “تويتر” إن “جيش الدفاع أحبط بالتعاون مع الشرطة الليلة الماضية محاولة لتهريب أسلحة على الحدود مع الأردن حيث رصدت القوات مشتبه فيهما من الأردن وقام أفراد الشرطة باتّباع الأنظمة المتّبعة ضد المشتبه فيهما وأطلقت النار باتّجاههما”.
وأضاف، “لقد أصيب أحد المشتبه فيهما بجروح طفيفة نقل على إثرها لتلقّي العلاج في المستشفى بينما فر المشتبه الثاني إلى الأردن، وضبطت القوات ٩ مسدسات و٦ بنادق ووسائل قتالية أخرى تم تهريبها”.
وتابع، “خلال عملية الإحباط أطلقت عدّة قنابل ضوئيّة التي تسبّبت بإشعال الحرائق في المنطقة”.
حتى بروز الرواية الإسرائيلية لم يصدر عن الحكومة الأردنية أيّ بيان رسمي يوضح ملابسات ما حصل في أول حادث أمني بمنطقة الباقورة بعد استعادتها وبدون احتفالات مبالغ فيها.
ويفترض أن حادث الاربعاء سيُلقي مجدّدًا بظلاله الثقيلة على العلاقات المتوترة بين عمان وتل أبيب خصوصًا بعد تصريح العامل الأردني الملك عبدالله الثاني الشهير بأن ضم إسرائيل للأغوار والضفة الغربية فعلاً سيؤدّي إلى”صراع كبير” مع بلاده.
وكان وزير الإعلام الاردني قد قال الثلاثاء بأن بلاده لديها “إجراءات” لم يكشف عن هويتها في حال نفّذت إسرائيل تهديدات الضم.
وانسحب الاحتلال الإسرائيلي من الباقورة في تشرين الثاني الماضي، وذلك بموجب قرار الحكومة الأردنية بعدم تمديد اتفاقية الاستفادة من الباقورة والغمر، واستعادتهما، بموجب اتفاقية سلام بين الجانبين، في عام 1994. كما انسحب الاحتلال من منطقة الغمر، نهاية نيسان الماضي.