متخصص بالشأن الفلسطيني

تقاربٌ سوريّ-سعوديّ مُفاجئ والهدف المحور التركيّ القطريّ..لماذا تحتفي الدبلوماسيّة السعوديّة بـ”الصّقر”الجعفري وتَفرِش له السجّاد الأحمر بالأُمم المتحدة؟ وما هي الخطوة القادمة..لقاءٌ في الرّياض أم دِمشق؟


لندن”رأي اليوم”: أن يَحرِص السيّد عبد الله المعلمي مندوب المملكة العربيّة السعوديّة الدّائم في الأُمم المتحدة على دعوة نظيره السوري الدكتور بشار الجعفري لحُضور حفل استقبال إقامة الأوّل على شرف الوزير السعودي فهد بن عبد الله المبارك بمُناسبة التّحضير لاستضافة بلاده لقمّة المجموعة العشرين، فهذا “بدايةُ” انقلابٍ في السّياسة السعوديّة تُجاه سورية، وأن يُلبِّي الدكتور الجعفري هذه الدّعوة، ويحرص مُضيفيه السعوديين، أيّ السفير والوزير، على الاحتِفاء به بشَكلٍ لافت، ويُعبِّران عن محبّتهما لسورية، فهذا يعني أنّ هذا الاختراق الدبلوماسيّ ليس وليدَ الصُّدفة، وإنّما جاء في إطار توجّهٍ انفتاحيّ سَعوديّ، مدروسٍ تُجاه سورية، ومُحاولة لطيِّ صفحة الخِلافات بين البلدين، وربّما بَدء صفحة “تحالفيّة” جديدة.
في السعوديّة لا يُوجَد أيّ تحرّك دِبلوماسي، خاصّةً باتّجاه دولة عربيّة في حجم سورية، وفي ظِل ظُروفها الرّاهنة، دون أن يأتي من أعلى الجِهات في البِلاد، وبعد دراسةٍ مُتعمِّقةٍ، ومُراجعةٍ شاملةٍ لكُل السّياسات والظّروف المحليّة والدوليّة، ولا نَستبعِد أن تكون المؤسّسة السعوديّة الحاكمة تُريد كسر الحِصار الدبلوماسيّ والسياسيُ الذي تعيشه عبر الانفِتاح على سورية، تمهيدًا في الانخِراط في تحالفٍ يقف في مُواجهة التّحالف الآخَر القطريّ التركيّ، خاصّةً أنّ حالة الانفراجة المُؤقّتة في العُلاقات السعوديّة القطريّة وتمثّلت في الزيارة السريّة التي قام بها الشيخ محمد بن عبد الرحمن، وزير الخارجيّة القطري، إلى الرياض، وتلتها هُدنة إعلاميّة، قد انهارت، وعادَ الخِلاف القطريّ السعوديّ إلى المُربَّع الأوّل، وعاودت قناة “الجزيرة” وأذرُع الإعلام القطري الأُخرى انتقاداتها للمملكة وسِياساتها في الأيّامِ القليلةِ الماضية.
ولعلّ القاسِم المُشترك بين الجانب السوريّ مع نظيره السعوديّ يتمثّل في سياسة الرّسائل والألغاز الدبلوماسيّة، والحِرص الشّديد على التّسريبات بشَكلٍ مُحكم، رغم خِلافاتهما الأخيرة المُتعدِّدة والحافِلة بالثّأرات ولكنّها تذوب أمام العداء مُؤقَّتًا، مع قطر وحليفها التركي، فبعد صمتٍ طويل، فُوجِئنا بالدكتور الجعفري، قبل أسبوعين يشنّ هُجومًا شَرِسًا غير مسبوق في وجه نظيريه التركيّ والقطريّ في الأمم المتحدة، مُتَّهِمًا “النّظام القطري” بدعم الإرهاب وصرف مِليارات الدّولارات داخِل المنظّمة الدوليّة لشِراء الذِّمم مُقابل السّكوت عن رعايته (النّظام القطري) للإرهاب”، وقال الجعفري أمام الجمعيّة العامّة أنّ الاتّهام الصّريح لدعم النّظام القطري والنظام التركي للإرهاب جاء على لسان الشيخ حمد بن جبر آل ثاني، رئيس الوزراء الذي ظهر على شاشة تلفزيون بلاده وقال “إنّ قطر والسعوديّة وتركيا صرفت 173 مِليار دولار لتقويض الحُكومة الشرعيّة في سورية”، وأكّد “أنّ النّظام القطري يعتقد أنّه في منأى عن العِقاب القادِم وهو مُخطِئ لأنّنا سنُعاقبه.. ويوم الحِساب قادم”.
لا نَعرِف في هذه الصّحيفة “رأي اليوم” كيف سيتطوّر هذا الغزل السعوديّ السوريً، وأين سيصل، وحذَرنا هُنا ناجِمٌ عن حُصول لقاءٍ في جدّة بين الأمير محمد بن سلمان وليّ العهد السعوديّ، مع اللواء علي المملوك، أعلى مسؤول أمني في سورية برعايةٍ روسيّة من فلاديمير بوتين شخصيًّا قبل ثلاث سنوات، ولكنّه لم يتمخّض عن أيّ تقارب حقيقي في حينها، لكنّنا لا نَستبعِد أنّ هذا التطوّر الجديد، الذي يتم برعايةٍ روسيّةٍ أيضًا، ربّما يكون مُختلفًا، لأنّ الظّروف تغيّرت، وبات الطّرفان، السعوديّ والسوريّ يحتاجان بعضهما البعض، ويجمعهما عدوّ واحد هو الحلف التركي القطري، فسورية بحاجةٍ إلى أموال السعوديّة مع بَدء مرحلة الإعمار، والسعوديّة بحاجةٍ إلى العُمق العربيّ السوريّ في ظِل توتّر عُلاقاتها مع إيران، وخسارتها حرب اليمن، وفشَل مُعظم الرِّهانات على الحِماية الأمريكيّة.
لا يجب التّقليل من أهميّة هذا الاختراق الدبلوماسي السعودي السوري في الأُمم المتحدة، خاصّةً أنّه جاء بعد اختراق إماراتي سوري مُماثل، وإشادة القائم بالأعمال الإماراتي بحِكمَة الرئيس الأسد، وتورّط عسكري تركي في ليبيا، وتصاعُد حدّة التوتّر مُجدَّدًا بين إيران وأمريكا في منطقة الخليج، ففي ظِل التّعافي السوري، والتّنافس على قلب دِمشق من جهاتٍ عديدة، واللّقاء الأمني المُعلَن على أعلى المُستويات بين اللواء علي المملوك ونظيره التركي حقان فيدان في موسكو قبل أسبوع كلها مُؤشِّرات تُؤكِّد أنّ الدّور السوري عائدٌ وبقُوّةٍ وتوقّعوا العديد من المُفاجآت في الأيّام المُقبلة، ليس أقلّها استعادة دِمشق لمِقعَدها في الجامعة العربيّة، وفكّ ارتباط سعودي نهائي بالمُعارضة السوريّة التي باتت بعض قوّاتها تُقاتِل خليفة حفتر، حليف السعوديّة في ليبيا، وبدَعمٍ تركيٍّ مَفتوحٍ، وسُبحان مُغيِّر الأحوال.
“رأي اليوم”

آخر الأخبار
*سيناريو الخطة المصرية البديلة التي ستقرها القمة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لخطة ترامب بتهجير و... الكشف عن تفاصيل جديدة حول الخطة المصرية لقطاع غزة: لجنة لإدارة القطاع بدون مشاركة حماس..وإنشاء 20 من... رفض وغضب يعم الأوساط الفلسطينية لقرار وقف مخصصات الأسرى والشهداء والجرحى..خضوع للمعايير الإسرائيلية ... *المقاومة تتصدى للتصعيد والعدوان الصهيوني المستمر في الضفة الغربية..جيش الاحتلال يواصل اقتحامه لعدد ... مسيرات مليونية في 600 ساحة مركزية وفرعية في اليمن: ثابتون مع غزّة العزة..بلا سقف ولا خطوط حمراء مقتل أسرائيلية في عملية طعن في "هرتسيليا" قرب تل أبيب قان بها شاب من سكان طولكرم.. الاحتلال يحرق مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة ويختطف اأطباء ومرضى،ويرتكب مجزرة مروعة خلفت 50 شهيدا ب... صاروخ يمني باليستي فلسطين 2 يثير الذعر في “إسرائيل” واليمنيون يتوعدون بالتصعيد و18إصابة بعد إطلاق صف... أكثر 40 ألف مصلّ أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، بالرغم من عراقيل وإجراءات الإحتلال  سورية اليوم تواجه خطران، الخطر الصهيوني، وخطر التقسيم، وحدة سورية هي ضمانتها بوجه مخطط تقسيمها *المقاومة في جباليا..بسالة وصمود أرعب العدوّ..وتصاعد عمليات المقاومة في الضفة.. وتنديد بما تقوم به أ... فصائل وعدد من الشخصيات الوطنية تسلم مصر قائمة المرشحين لإدارة لجنة الإسناد المجتمعية بغزة تجمع الشخصيات المُستقلة يدعو الرئيس محمود عباس عبر "وطن" لإنهاء الحملة الأمنية في جنين، مايجري يصبُ ... بيان صحفي ثلاثي مشترك صادر عن (حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية ) *تفاصيل مُفاجئة حول العملية الأمنية التي تقوم بها أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في جنين..الخطة اطلعت ع... *جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تهنئ حركة حماس بذكرى انطلاقتها 37*. *هل تتراجع قيادة السلطة الفلسطينية عن قرار رفضها تشكيل لجنة الإسناد المجتمعية في غزة التي تم التوافق... اجتماع قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية مع د.سمير الرفاعي سفير دولة فلسطين بدمشق جبهة النضال تلتقي سفير جنوب افريقيا في دمشق لقوات المسلحة اليمنية تعلن استهداف مدمّرة أميركية و3 سفن إمداد تابعة للقوات البحرية الامريكية بـ 16 ... *القوات المسلحة اليمنية تستهدف هدف عسكري حيوي في يافا "تل أبيب"بصاروخٍ باليستي فرط صوتي "فلسطين2"* المفاوضات بين مصر"واسرائيل"واللقاءات بين حركتي فتح وحماس والجهاد بالقاهرة قد تعيد فتح معبر رفح وتشكي... *عبد المجيد: في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، المقاومة في فلسطين ولبنان والمنطقة وصمود ش... *غرفة عمليّات المُقاومة الإسلامية في لبنان: مجاهدونا على أتم الجهوزيّة للتعامل مع أطماع العدو واعتدا... جبهة النضال تلتقي سفير جمهورية بيلاروس في دمشق