التصعيدوالقصف”الإسرائيلي”في العراق وسوريا ولبنان،الأسباب..استخدام للقوة للضغط على إيران للعودة للمفاوضات
بيروت-محمد صفية-خدمة قدس برس
أثار التصعيد الإسرائيلي الأخير، بشن هجمات بطائرات مُسيرة ضد أهداف موزعة جغرافيا على ثلاث دول،
واعترافه الفوري بمسؤوليته عن الغارات التي استهدفت مواقع تابعة لفيلق القدس الإيراني، ولميليشيا شيعية في دمشق، تساؤلات حول الأسباب الخفية من وراء هذ التصعيد والرسائل التي يريد إيصالها لإيران وحلفائها في المنطقة.
وليلة السبت/الأحد، أعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، مسؤولية تل أبيب عن هجوم استهدف فيلق القدس وميلشيات شيعية في دمشق.
فيما استهدفت طائرتين اسرائيليتين مسيرتين في وقت سابق، المركز الاعلامي التابع لـ “حزب الله” في ضاحية بيروت الجنوبية، فيما تم اسقاط الأخرى، تبعها وقوع ثلاثة انفجارات بمنطقة البقاع الأوسط، شرقي لبنان، مستهدفة مواقع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين/ القيادة العامة.
في حين أعلنت هيئة “الحشد الشعبي” (شيعية مقربة من إيران)، الأحد، مقتل اثنين من عناصرها وإصابة آخرين، في قصف نفذته طائرات اسرائيلية، ضد مخازن للعتاد في قضاء القائم الحدودي، بمحافظة الأنبار غربي العراق.
ورأى الكاتب والباحث السياسي اللبناني وائل نجم أن الاحتلال الاسرائيلي على مشارف انتخابات عامة في الشهر المقبل، ورئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو يحتاج إلى فوز في هذه المعركة الانتخابية من أجل تشكيل الحكومة بشكل مريح، وهو يظن أن توجيه مثل هذه الضربات في مثل هذا التوقيت يخدمه في معركته الانتخابية.
وأضاف نجم في حديث لـ “قدس برس”، أن هذه الغارات جاءت بواسطة طائرات استطلاع مسيّرة بعد ساعات من تهديدات أمين عام حزب الله وكأنها أرادت أن تؤكد أن “إسرائيل” تسعى فعلاً إلى تغيير قواعد الاشتباك المعمول بها منذ عدوان تموز/يوليو 2006.
وحول استهداف مقر للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة في منطقة “جرود قوسايا” أوضح نجم أنه ليس هناك دلالات معيّنة لاستهداف مقرات الجبهة الشعبية القيادة العامة، سوى إعادة التذكير أن هناك قوى فلسطينية مسلحة تتواجد على الأراضي اللبنانية بما يشبه تحريض المجتمع الدولي على لبنان.
وأضاف قد تكون حكومة الإحتلال الاسرائيلي في مسعى لتغيير قواعد الاشتباك عبر استخدام الطائرات المسيّرة، لأن من شأن تغيير هذه القواعد إعطاء الفرصة لـ “إسرائيل” لضرب أية أهداف محتملة في قاموسها.
وعن دلالات التوقيت لهذه الهجمات قال: “إسرائيل تدرك تعاظم قوة حزب الله بعد تراجع المعارك في سورية، على مستوى التسليح والخبرة، وبالتالي فهي تريد أن تفرض قواعد جديدة تمنع بموجبها حزب الله من مراكمة القوة داخل لبنان خاصة على مستوى التسليح النوعي بالصواريخ”.
وتطرق نجم لتصريحات المتحدث باسم الحكومة الإيرانية التي قال فيها: إن إيران تدعم أي رد لحزب الله ودول المنطقة على أي اعتداء إسرائيلية وبين أن هذه قد تكون دعوة إيرانية صريحة لرد من حزب الله سواء من الأراضي اللبنانية أو من الأراضي السورية”.
وأضاف أن “الرد ليس بالضرورة أن يكون في مزارع شبعا المحتلة بل قد يكون في أية نقطة من لبنان، وهذا بالطبع يفتح مصير الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة على الاحتمالات كافة”.
واستبعد نجم، أن تتطور الأمور إلى مواجهات مفتوحة وحرب شاملة، مشيرا إلى أن الاسرائيليون ينتظرون نتائج الانتخابات المقررة الشهر المقبل، وهو يرفع السقف ويهدد بالمواجهة المفتوحة لتحسين شروط التفاوض على وقع النار والعقوبات والحصار.
في سياق متصل نشر مركز “أطلس” للدراسات الإسرائيلية تحليلا حول الهجمات الإسرائيلية على مواقع إيرانية في سورية والعراق، أشار فيه إلى أن هذه الهجمات تعتبر تصعيدًا نوعيًا وترجمة لتصميم دولة الاحتلال على مواجهة ما اعتبرته منذ وقت بأنه نشاط إيراني لخلق وتشكيل بنية تحتية عسكرية ومنظومة هجومية تتبع لها على الأراضي العراقية وتخدم مشروعها.
ويضيف التحليل، كما أن إسرائيل قدّرت بأن ثمة مشروع إيراني مُعادٍ لها على الأراضي السورية، يخدم المصالح الإيرانية وقررت التصدي له، وفعلًا عملت على التصدي له عسكريًا وسياسيًا
ورفض التحليل ربط التصعيد الاسرائيلي بالانتخابات الإسرائيلية، فإسرائيل ليست فقط دولة مؤسسات، فلديها منظومة أمنية تتمتع بالكثير من الاستقلالية والمهنية، لاسيما في قضايا ذات طبيعة عسكرية استراتيجية.
وأشار التقرير إلى أن نتنياهو على المستوى الانتخابي لا زال هو صاحب الاحتمال الأكبر لتشكيل الحكومة ويحظى بأعلى معدلات التأييد الشعبي مقارنه بالمتنافسين الآخرين.
ويقدر التقرير أن التصعيد الإسرائيلي الكبير والخطير على جبهات العراق وسورية ولبنان يأتي في سياق استخدام القوة لأجل الضغط على إيران واستمرار التصدي للمشروع الإيراني واستدراج إيران وحزب الله عبره، ولابدّ أنها نسقت موقفها مع البيت الأبيض، فإسرائيل لوحدها لا تستطيع أن توصل طائراتها المسيرة إلى العراق دون مساعدات من دول أو الاستعانة بقواعد أمريكية.
وأشار التقرير إلى أن ترمب يضغط على إيران بكل وسائل الضغط المتاحة له لإجبارها على الدخول بمفاوضات لتعديل الاتفاق النووي.