فلسطينيون يقفون على أبواب مخيم اليرموك أملا بالعودة..هل ستعود بسمات الاحياء الشعبية التي يرتاح فيها الناس للبساطة وعلاقات الجوار بما فيها من مودة..؟
لغاية الآن لا يسمح لأهالي مخيم اليرموك بالعودة الى منازلهم التي لم تدمر او المدمرة جزئيا ونسبتها ما يزيد عن 50% لترميمها والإقامة في البيوت التي لم يطالها الدمار, حيث الإيجارات أرهقتهم واصبحت حياة العائلات لا تطاق …إلى آخره من معاناة في مراكز الإيواء.
وتكشف الأبنية الطابقية في واجهة حي مخيم اليرموك بما بقيت تحتفظ به من “قارمات” لأسماء أطباء وصيادلة ومحامين ومحال تجارية عن حجم الحياة الزاخرة بالنشاط التي كانت تشهدها هذه المنطقة السكنية قبل أن يعبث بها الإرهاب والحرب وتتحول الى دمار .
تجمع العديد من الفلسطينيين المهجرين من بيوتهم إلى مدخل المخيم بجوار دوار البطيخة حيث تتخذ الإجراءات والموافقات الغير مفهومة والغير منطقية من قبل الحاجز الرئيسي للدخول الى المخيم في اول ايّام العيد لزيارة مقابر الشهداء وتفقد ما تبقى من بيوتهم المدمرة او المنهوبة ،
يقومون بهذه الزيارات لتظل شعلة الأمل بالعودة مجددا إلى فلسطين الصغرى في سورية وهومخيم اليرموك الذين يرون فيه وجه فلسطين يتظللون به الى حين العودة إلى أرضها.
وعن الحياة بالمخيم ولم تحبه … تجيب.. احدى المواطنات “ما كنا نعرف ليلنا من نهارنا.. شعب طيب فيه الخير.. عشنا اياما حلوة.. تكفي ريحة المخيم”.
وأمان بيتها المدمر تضحك المواطنة مريم قبل ان تقول: “الله يعوضنا المهم الصحة بخير.. ألف بيت بينفتح النا” وبلهجة فلسطينية تضيف.. “احنا كلنا ايد واحدة وحنرجع المخيم زي ما كان المهم تخلصنا من الارهابيين .. المخيم وتراب سورية افضل من بلدان الارض كلها”.
ليس للمخيم من اسمه شيء اذ كان منطقة سكنية تضج بالحياة يجمع الفلسطينيين والسوريين وآخرين من جنسيات عربية.. تحول مع السنين الى منطقة تجارية واسواق قاربت بجذب المتسوقين اليها اسواق دمشق مع احتفاظه بسمات الاحياء الشعبية التي يرتاح فيها أغلب الناس للبساطة وعلاقات الجوار بما فيها من مودة حياة اجتماعية.
اضطر أبو خالد لترك المخيم بعد انتشار الإرهابيين فيه تاركا بيته ومكتب سيارات في شارع الثلاثين ولديه الرغبة بالعودة مجددا ” منعمروا من جديد لأنه عاصمة الشتات للفلسطينيين ومتولعين فيه بشكل كبير .. المخيم جميل وخاصة برمضان جو ألفة واهل وجيراني حتى الآن بتواصل معهم”.
لم يغادر أبو خالد سورية رغم ما وجه له من دعوات “اخواتي مقيمون بأمريكا.. قبل الحرب حاولوا يقنعوني بالسفر لكن بحب سورية.. فضلت ارجع لبيت العائلة بحي ركن الدين على الهجرة إلى أوربا أو أمريكا وان شاء الله بيرجع المخيم ومنرجع نعمروا”.
محمود ابراهيم دبدوب استشهد اثنان من أبنائه خلال قتالهما الإرهابيين في المخيم كان آخر الفارين قبل أربع سنوات تاركا بيته في جادة بئر السبع حي العروبة يتذكر كيف قدم إلى المخيم قبل 57 عاما عندما كان طفلا سبع سنوات يقول بحماس: “مشتاقون للرجعة لو في دمار ننصب خيمة ومنعيش .. تربينا وعشنا بالمخيم.. هو رمزنا” .
ويضيف أبو الشهيدين الذي كان يعمل نجار باطون مع أخيه: “معمر نصف بيوت المخيم مستعد للدخول فورا” تغرورق عيناه بالدموع.. “أتمنى عندما ادخل أن أرى ولادي عايشين ويرجعوا الجيران ونستعيد حياتنا الحلوة”.
مخيم اليرموك الذي أنشىء عام 1957 على أرض سورية التي فتحت ذراعيها أمام الشعب الفلسطيني واحتضنته بكامل حقوقه يتجاوز المكان والزمان بتحوله إلى رمز للفلسطينيين بالشتات حملوا راية العودة وإن طالت بهم سنون الغربة إلى أرضهم فلسطين
جزء من تقرير
صحفي بتصرف نشر بعد خروج الإرهابيين من المخيم
فى: مايو 02, 2018