متخصص بالشأن الفلسطيني

مسيرة الشهداء في الطنطورة ذاكرة الانسان الفلسطيني في مركز التحرك الشعبي والوطني

 

مسيرة الشهداء داخل قرية الطنطورة المهجرة هي ليست مجرد دعوة ننشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، بل هي عمل شاق، وشائك، ومضنٍ، وعميق يستمر سنوات وسنوات.
يبدأ هذا العمل بالوصول إلى القصص الإنسانية المغيبة منذ سبعة عقود داخل القرى التي استقبلت المهجرين، وداخل مخيمات اللاجئين. هذه القصص تشكل الحكاية الصادقة لما حدث في الطنطورة، وتفند الرواية الصهيونية التي نجحت حتى اليوم بتغييب الحقيقة. إنها الطريق التي ننجح من خلالها بتحويل القصص الشخصية الى ذاكرة جمعية، تجند، وتحشد للتحرك الشعبي، وللمشاركة، والانضمام إلى هذه المسيرة الطويلة.
عملية التواصل مع الناجين من المجزرة، والوصول إلى هذه القصص الإنسانية، ليس بالأمر السهل.انه الجزء الأصعب، والأهم من هذه المسيرة، ويتطلب منا جهودا وعملا دقيقا، وعلميا للتواصل مع أهلنا الناجين، وبناء الثقة، والعلاقة الانسانية من أجل نقل معرفتهم، والحديث عن كل ما عاشوهليلة المجزرة من اقتلاع، وتهجير، واعتداءات جسدية، ونفسية، وألم، وصدمة، وما تلتها من نكباتوصدمات خلال عقود من النكبة المستمرة. وليس من الهين على من كان شاهدا على إعدام أخيه، أو أبيه أن يروي لإنسان غريب عن تجربته الأليمة بعد هذه السنوات الطويلة، وليس سهلا عليهم أن يتحدثوا عن الذل الذي لحق بهم بعد العز الذي كانوا فيه. فطالما وصلنا إلى بيت أحد الناجين، أو الناجيات من المجزرة، ولم يوافقوا على الحديث معنا، أو حتى على استقبالنا، لم نغضب ولم نتردد. تفهمنا أن هذا نابع من الألم الذي يعتصرهم، ومن خيبة الأمل من شعبهم الذي لم يسأل عنهم كل هذه المدة، وأصرينا على العودة مرة بعد مرة حتى كسبنا ثقتهم.
عندما التقينا التقينا بالحاجة رشيدة ايوب اعمر من الطنطورة، شاركتنا وحدثتنا كيف اختارتالاحتفاظ بتجربتها، وذاكرتها في الحيز الخاص، والعائلي طوال 67 عاما. الا أنها عندما سمعتبمشروع احياء ذكرى شهداء المجزرة، شعرت بالرغبة، والحاجة لمشاركتنا بقصتها: ” حسيت بالأملأنو نرجع ع بلدنا”، ونحن بدورنا تفاعلنا مع حاجتها، ورغبتها هذه، وأتينا الى بيتها، ورافقناها لعدةلقاءات، وجلسات، روت من خلالها قصتها.
والتقينا بالحاج ابو جميل المصري الذي حدثنا عن محاولة إعدامه بعد إعدام والده سليمان الأطرش، وأخيه عيسى سليمان الأطرش أمام أعينه.. وحدثنا الحاج رزق عشماوي، رحمه الله، عما رأت عيناه من هول المجزرة، وعن إعدام الشهيد سليم أبو شكر، وحدثنا الحاج أبو رياض حصادية رحمه الله عن كل حجر في الطنطورة. ونحن بدورنا قمنا بتوثيق، ونشر هذه القصص والتجارب الإنسانية، ومشاركتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام لأننا نؤمن وندرك أن هناك قيمة أخلاقية، ووطنية من هذه العملية. وبالفعل الانتشار الواسع، والمشاركة الواسعة، لهذه القصص الانسانية، كانت الوقود التي أدت للتحرك الانساني، والشعبي من أجل إحياء ذكرى الشهداء، وتكريمهم، وتكريم الناجين، والصابرين على الألم من اهلنا في الطنطورة، ومن أجل إطلاق صرخة شعبية توجه إصبع الاتهام للمجرمين الذين قاموا بالمجزرة، ومحاكمتهم من خلال محاكمة شعبية ووطنية في ظل الصمت الدولي، والتحرك السياسي لتجريم المجرمين.
مما لا شك فيه ان ما قمنا به من توثيق، وتثبيت للذاكرة الشخصية، والانسانية لأهلنا في الطنطورة، ساهم في تحويل هذه القصص الشخصية الى ذاكرة جمعية. وأيضاً، حولنا نحن مع كل المهتمين عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والاعلامي إلى شهود عيان لتلك المجزرة الرهيبة التي اقترفت بحق اهلنا في الطنطورة، وكوننا شهود عيان على هذه المجزرة ففي ذلك قيمة أخلاقية، ووطنية، ودعم إنساني لكل من الحاجة رشيدة، والحاج ابو جميل، والحاج رزق عشماوي رحمه الله، وغيرهم لأننا في شهادتنا هذه، نستطيع أن نتشارك معهم الألم والذاكرة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لأن شهادتنا هذه على ما مروا به خلال المجزرة، تحتم علينا الدور، والواجب الأخلاقي، والوطني من أجل التحرك، والعمل على تجريم المعتدين، ومن أجل التحرك، والعمل لعودتهم ألى قريتهم الحبيبة الطنطورة. ولإيصال هاتين الرسالتين بقوة كان لا بد لنا من إقامة هذه المسيرة داخل القرية، وداخل المستعمرتين اللتين تجثمان على أنقاض القرية، وليس في أي منطقة مجاورة، وكان لا بد لنا، لإيصال الرسالة بقوة، من ان نبدأ من القبر الجماعي الذي يقع عند بوابة الفندق القائم على أنقاض مقبرة القرية، فكانت معارضة قوية من قبل المستعمرتين “نحشوليم” و”دور“، ومن خلفهم شرطة “زمارين”. إلا أن الالتفاف الشعبي منحنا القوة، والإصرار لإقامة المسيرة داخل قرية الطنطورة، فأقمنا المسيرة داخل القرية، وبدأنا من جانب القبر الجماعي، ورفعنا أسماء الشهداء الذين قمنا بجمعها وتوثيقها عبر شبكة واسعة من التواصل مع أهالي الطنطورة في فلسطين والشتات، لنكرمهم، ولنستحضر إنسانيتهم، وعلاقتهم بقريتهم التي رووا دماءهم بترابها ورمالها.
لم نلتفت إلى أصوات المحبطين الذين حاولوا إفشال هذه المسيرة، بل نظرنا إلى الأمل، والقوة التي زرعناها في قلوب أهالي الطنطورة في جميع أنحاء العالم، فأخذوا يتوافدون بالعودة لزيارة قريتهم، وأصبحت مسيرة الطنطورة نموذجا من مجزرة منسية إلى مجزرة تصرخ كل يوم في وجه مرتكبيها.

الميادين: جهاد ابو ريا وهزار حجازي في التعليق الاول

آخر الأخبار
ما بين إدارة الصراع وحرب التحرير.."المتغيرات تصب في صالح جبهة المقاومة". السيد عبد الملك الحوثي: سنفاجئ الأعداء بتقنيات غير مسبوقة في التاريخ، ولن نألوا جهداً في نصرة الشعب ... *الذكرى السنوية لرحيل الفنان التشكيلي إبراهيم مؤمنه ، أحد مبدعي الفن التشكيلي بين مخيمات اللاجئين ال... كنعاني: العالم يسَمع صوت تحطم عظام الكيان الصهيوني عالياً وبوضوح خريطة نتنياهو التي خلت من الضفة الغربية..؟ رسالة لبعض القيادات الفلسطينية والعربية من دعاة المحافظة ... الإعلام إسرائيلي: حركة حماس لم تنهار بل "إسرائيل"..الحركة نجحت بترميم قدراتها وعاد حوالي 3000 مقاتل ... عملية نوعية للقوات اليمنية باستهدافها سفينةَ ( BLUE LAGOON I ) في البحرِ الأحمر بالصواريخ الباليستية... بقرة اليهود..النسج الخيالي للاساطير واسطورة الهيكل المزعوم..مخطط هدم الأقصى نعى عشيره العسود في الوطن وفي الشتات باستشهاد البطل الشاب *مهند محمد العسود* بالعمليه البطوليه في صف... مصادر الميادين: حزب الله أصاب الوحدة "8200"الاستخبارية في العمق قرب "تل أبيب" و"يوم الأربعين" نجحت ب... الأسد في الاجتماع الدوري للسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية السورية: "طوفان الأقصى" ليست حدثاً طارئا... المقاومة الإسلامية في العراق تواصل معركتها الإسنادية لغزة وتستهدف محطة كهرباء "ألون تافور" في حيفا ا... لليوم الثاني في الاقتحامات في الضفة: قوات الاحتلال توسع عدوانها في نابلس والخليل وتعلن عن اغتيال 5 م... جيش الإحتلال بدأ عدواناً واسعاً في الضفة الغربية..شهداء وجرحى و 11 شهيد في جنين وطوباس وإقتحامات للم... رسالة من كربلاء إلى غزة اختتام فعاليات موكب نداء الأقصى في مدينة كربلاء المقدسة بذكرى اربعينية الامام الحسين (ع) فصائل تحالف القوى الفلسطينية تشيد برد حزب الله على العدو الصهيوني، وتحيي قيادة المقاومة الإسلامية ال... بالصور وفود فصائل المقاومة الفلسطينية وأبناء المخيمات الفلسطينية في سورية ولبنان ترفع العلم الفلسطين... فلسطين والقدس وغزة حاضرة في اربعينية الامام الحسين (ع) فيديو وفود فصائل المقاومة الفلسطينية، وأبناء المخيمات الفلسطينية في سورية ولبنان، بمسيرة الأربعينية ... رحيل القائد الوطني والتاريخي الكبير، فاروق القدومي"أبو اللطف" وأحد مؤسسي “فتح”..وأحد المناهضين لاتفا... أمريكا وبداية العد العكسي للنهاية المؤلمة لانهيار الهيمنة الأمريكية التي قامت على الغزو والدم واستغل... المقاومة الفلسطينية في رسالة إلى المقاومة الإسلامية في لبنان: أنتم نعم الإخوة والسند والرجال الأوفيا... قيادات الفصائل الفلسطينية المشاركون في ملتقى التضامن والدعم لجمهورية فنزويلا : ان الشعوب التي تناضل ...