هآرتس: “هذا ما تخشاه بيروت وعمان بـ”صفقة القرن”..وهذا ما عرض على مصر… ترامب نتنياهو صفقة القرن
قالت صحيفة “هآرتس” العبرية إن “لبنان تعتقد أن الولايات المتحدة تضغط عليها من أجل الموافقة على صفقة القرن وذلك عبر ورقة اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في بلاد الأرز، في وقت قد تكون فيه الصفقة بمثابة وسيلة إنقاذ لبيروت من الأزمة الاقتصادية التي تعصف بها، وفي المقابل تخشى المملكة الهاشمية من مطالبة إدارة ترامب للأردن باستيعاب اللاجئين وتسليم الأراضي للفلسطينيين”.
وتابعت “ديفيد سوترفيلد الدبلوماسي الأمريكي المعروف يزور لبنان هذه الأيام، ويمثل إدارة ترامب في المفاوضات من أجل قبول بيروت لصفقة القرن، لكن الأخيرة تراه كمنفذ للمصالح الإسرائيلية وتخشى من زيارته لها”.
وواصلت”وفقا لمحللين لبنانيين؛ فإن ترسيم الحدود بين بيروت وتل أبيب يقع في قلب جولة المسؤول الأمريكي ببلاد الأرز، ووفقا لتقارير نشرت مؤخرا قدم سوترفيلد تأكيدات بان واشنطن مستعدة لمناقشة الحدود البحرية والإقليمية، وبأن الأمم المتحدة ستكون الراعي للمسألة، وذلك دون التطرق لمزارع شبعا اللبنانية التي مازالت تل أبيب تسيطر عليها”.
وتسائلت الصحيفة “ماذا حدث للأمريكيين والإسرائيليين المعروفين بتعنتهم في المفاوضات، ما السر وراء مرونتهم في التفاوض مع بيروت؟”، مجيبة على ذلك “الإجابة هي صفقة القرن فالولايات المتحدة تضغط من أجل تجنيد بيروت في الصفقة، واستخدام ورقة اللاجئين الفلسطينيين المتواجدين في بلد الأرز، ووفقا لوكالة (الأونروا) هناك حوالي 450 ألف لاجئ في لبنان”.
واستكملت”فيما يتعلق بلبنان لا يعد فارقا بالنسبة إليها عدد اللاجئين الذين يعيشون على أراضيها، صحيح أن حكومة بيروت لم تدع للمشارك في الورشة الاقتصادية بالبحرين، إلا أنه من المتوقع أن تكون صفقة القرن منقذا لها من براثن الأزمة الاقتصادية التي تعصف بها، في وقت وصلت فيه ديون تلك الحكومة إلى أكثر من 85 مليار دولار، وتقلصت فيه السياحة والتجارة مع الدول العربية، ما جعل بلاد الأرز على شفا الإفلاس”.
ومضت”لبنان ليست البلد الوحيد الذي يخشى من إملاءات واشنطن فيما يتعلق بمشكل اللاجئين؛ الأردن قلق أيضا من احتمال مطالبة ترامب له باستيعاب مئات الآلاف بل مليون لاجئ فلسطيني على أراضي المملكة الهاشمية، وسينظر الأردنيون إلى أي تنازل عن الأرض يتم من قبل نظامهم الملكي الحاكم على أنه خيانة وطنية، خاصة إذا تم في إطار صفقة القرن الأمريكية، التي ينظر إليها على أنها مؤامرة إسرائيلية”.
وقالت”يبدو أن تبادل الأراضي هو الصيغة السحرية التي تتنباها إدارة ترامب، فقد عرض على القاهرة التخلي عن أراض في المنطقة الواقعة بين غزة والعريش على طول ساحل البحر المتوسط والتي سينتقل إليها بعض سكان قطاع غزة، وفي المقابل تحصل مصر من إسرائيل على مناطق مماثلة في صحراء النقب الغربي، وستسمح تل ابيب للقاهرة بحفر نفق تحت الماء يربط بينها وبين السعودية، ويتم بناء خطوط للسكك الحديدية وأنابيب لنقل النفط، بتمويل أوروبي أمريكي عربي”.
وأضافت”ووفقا للمقترح الأمريكي، سيتم تزويد السكان المصريين بمرافق الإنتاج وميناء ومطار، ويتم توظيف الفلسطينيين والمصريين في مشروعات، وتحصل القاهرة على 65 مليار دولار لإعادة بناء اقتصادها”، وختمت الصحيفة تقريرها بالقول “صفقة القرن التي تعتمد بشكل كبير على شراء كل شئ بالمال، لا يمكن قبولها من القيادة الفلسطينية سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة”.