قِصَّة رُفات الجنود “الإسرائيليين” التي نبش المسلحون مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك للعُثور عليهم
بيروت ـ كمال خلف
تقرير “راي اليوم” قبل عام كشف عمليات تنقيب إسرائيل عن رفات جنودها في مخيم اليرموك.. كيف وجدت إسرائيل رفات الجندي “بومل”؟ وكيف نقلته إلى أسرائيل؟
هل وجدتهم إسرائيل؟ ولماذا حاولت إمرأة تهريب أكياس من تُراب المقبرة خلال خروجها من المخيم؟ نشرت” راي اليوم ” تقريرا مفصلا بتاريخ 27- 5- 2018 أي قبل عام تحدث التقرير عن معلومات حول قيام إسرائيل بتكليف بعض الجماعات المسلحة بنبش مقبرة الشهداء القديمة في مخيم اليرموك للبحث عن رفات جنود إسرائيليين اختفوا أثناء معركة السلطان يعقوب في لبنان عام 1982، ولدى إسرائيل على ما يبدو معلومات عن مقتل الجنود ووجود رفاتهم في مقبرة الشهداء القديمة في مخيم فلسطين جنوب دمشق.
وتحدثت مصادر لـ “راي اليوم ” في حينها عن رسالة وصلت إلى تلك الجماعات من إسرائيل ترصد فيها تل أبيب مبلغا ماليا كبيرا لمن يعثر على أدلة تفيد بمكان دفن رفات جنودها، وأن الإسرائيليين طرحوا مكانا وحيدا وهو مقبرة الشهداء للبحث فيه.
تقرير ”رأي اليوم” قبل عام كشف أن اليوم الذي تحرر به مخيم اليرموك وخرج بعض المدنيين منه وعددهم كان قليلا جدا وتحديدا عبر حاجز ببيلا جنوب المخيم، اكتشف عناصر الجيش السوري أكياس تراب كانت تحملها امرأه من الخارجين من المخيم ، وأضاف التقرير أن التراب حسب اعتراف المرأة كان من مقبرة شهداء الثورة القديمة في المخيم ما يعني أن الإسرائيليين حتى يوم تحرير المخيم بداية شهر مايو العام الماضي لم يكونوا قد وصلوا إلى ضالتهم.
هذا التقرير في حينها لم تؤخذه كثير من الجهات المعنية على محل الجد، ولكن بعد عام كامل وأمس الأربعاء أعلنت إسرائيل عن استعادة رفات أحد الجنود الذين قتلوا في معركة السلطان يعقوب أثناء الاحتياج الإسرائيلي للبنان صيف 1982 .
وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الكولونيل جوناثان كونريكوس في مؤتمر صحفي، أن رفات الجندي زخاري بوميل والذي فقد منذ معركة السلطان يعقوب، بات في إسرائيل ، من دون أن يكشف أي تفاصيل عن كيفية استعادة هذا الرفات.
وأشار بيان للجيش الإسرائيلي أن جهاز الاستخبارات أشرف على عمليات معقدة اسفرت إلى استعادة الرفات.
سناريوهات من الممكن ان تكون اسرائيل قد تمكنت من خلالها الحصول على رفات الجندي من داخل الارضي السورية بناء على متابعة” راي اليوم ” للاحداث ولهذا الموضوع قبل عام .
الأول يتعلق بمعلومات مؤكدة عن وجود عملاء للموساد كانوا داخل مخيم اليرموك أثناء احتلاله من الجماعات المسلحة وسبق أن نشر “راي اليوم” تقريرا حول أحد هؤلاء العملاء خلال عمليات تحرير اليرموك، وهؤلاء تواصلوا مع مجموعات مسلحة وكلفوهم بالبحث ونبش مقبرة مخيم اليرموك للشهداء الفلسطيين قبرا قبرا مقابل مبالغ مالية، وبالفعل عند تحرير المخيم من قبضة هذه الجماعات كانت المقبرة قد نبشت كاملة . وقد عاينا المقبرة بانفسنا في حينها.
أما عملية النقل فإنها تمت عن طريق الخروج من المخيم بعد التسوية بالحافلات، حيث كان هناك معبر من جنوب المخيم ملاصق لبلدة يلدا، أشرف على خروج المقاتلين وعائلاتهم منه القوات الروسية . وهنا من الممكن أن يكون الروس أثناء عملية تفتيش الخارجين قد وجدوا رفات الجندي ونقلوها إلى موسكو ومن هناك إلى إسرائيل.
أما السيناريو الثاني وهو تمكن أحد أفراد المجموعات المسلحة الخارجة من المخيم من حمل الرفات معه ونقلها، أما إلى الجنوب السوري حيث توجهت دفعه من هؤلاء المسلحين بالحافلات إلى هناك وفق اتفاق التسوية ، ومن الجنوب السوري عبرت الرفات إلى إسرائيل عبر الجماعات المسلحة المقربة من إسرائيل هناك، أو عبر الخوذ البيضاء التي هربت إلى إسرائيل بعد تحرير الجنوب السوري أو أن الرفات ذهبت مع المسلحين بالحافلات إلى الشمال ومنها نقلوها إلى تركيا ومن ثم إلى إسرائيل .
يذكر أن معركة السلطان يعقوب وقعت في اليوم السادس لحرب لبنان الأولى، حيث اعترفت إسرائيل بمقتل 20 جنديا وجرح العشرات وفقد 6 جنود واستيلاء الجيش السوري على 8 دبابات.
أما بالنسبة للمفقودين فإن ثلاثة منهم يعتبرون في عداد المفقودين بينما أعادت دمشق رفات رابع بعد نهاية الحرب والمفقود الخامس ويدعى إيريك ليبرمان وقع بالأسر واستبدلته سوريا بجنديين بعد سنتين من نهاية المعركة، وأما المفقود السادس، حازي شاي فقد أسرته “الجبهة الشعبية” لتحرير فلسطين بقيادة أحمد جبريل وتم استبداله بعد الحرب بثلاث سنين رغم رفض المنظومة الأمنية الإسرائيلية لهذه الصفقة.
الأيام المقبلة قد تكشف أن كانت هذه الإحتمالات صحيحة أو هناك غيرها .