متخصص بالشأن الفلسطيني

السيد نصر الله: في حال الحرب على إيران فلن تكون لوحدها ..

 

أكد سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على أنه حين نتحدث عن مصيرنا وعن حقيقة المعركة الدائرة في المنطقة، فإن الجمهورية الإسلامية تُعدّ من أكبر العناوين وهي الدولة الأكثر تأثيراً في المنطقة.
وفي كلمة له خلال مهرجان “الأربعون ربيعاً” الذي أقامه حزب الله في ذكرى إنتصار الثورة الإسلامية في مجمع سيد الشهداء (ع)، أشار سماحته إلى أن الشاه جعل من ايران دولة تابعة لأميركا وتديرها واشنطن كيفما تريد وكان خادماً لها، لافتاً إلى أن الإمام الخميني كان قبل الستينات يحضّر للثورة والتحرك ويحضّر البيئة ضد الشاه، وقد بدأت هذه الثورة برجل واحد إلتف حوله عدد كبير من رجال الدين والعلماء وشرائح واسعة من الناس، مبيّناً بأن أهمية الثورة التي قادها الإمام بأنها قامت منذ اليوم الأول لله ولم يكن يفكر أصحابها بأي شيء من حطام الدنيا.
وشدد السيد نصر الله على أن الثورة الإسلامية كانت وطنية بامتياز، إذ أنها ثورة الجياع والمحرومين والمستضعفين على كل المستويات والابعاد، مشيراً إلى أن من انجازاتها اسقاط نظام الشاه الذي كان يمثل أعتى نظاماً دكتاتورياً في المنطقة وإخراج أميركا و”اسرائيل” من ايران.
ورأى السيد نصر الله بأن ايران اليوم هي من أوائل الدول المستقلة في المنطقة والدول القليلة المستقلة حقاً في العالم، وأنها دولة لا شرقية ولا غربية، بل دولة وطنية غير خاضعة كغيرها لأميركا.
وعدّد سماحته إنجازات الثورة الإسلامية، معتبراً بأن من أهمّها بقاء مؤسسات الدولة وعدم تدمير المقدرات والحفاظ على الأقليات وعلى الوحدة الوطنية والصمود في وجه كل المؤامرات الداخلية التي أثيرت، وإقامة النظام الجديد على قاعدة السيادة الشعبية والاستفتاء الشعبي، لافتاً إلى أنه منذ انتصار الثورة لا تزال الانتخابات تحصل بشكل يعبر عن رأي الشعب حتى خلال الحرب الفروضة من صدام حسين.
وقال الأمين العام لحزب الله إنه خلال 8 سنوات شنت حرب شرسة على ايران وكانت كل دول العالم مع صدام حسين باستثناء بعضها كسوريا وغيرها، مشيراً إلى أنه بعد إنتهاء الحرب بدأت عملية الإعمار وتثبيت بنية النظام وقواعد الدولة وصولاً الى التطور الكبير في الموقع الاقليمي.
وأكد السيد نصر الله على أن ايران بعد 40 سنة على الثورة الإسلامية، هي دولة المؤسسات والدستور والقانون والسيادة الشعبية في ظل ولاية الفقيه.
وبعدما كانت إيران في زمن الشاه لا تملك أي مرتبة في العالم بانتاج العلم، قال السيد نصر الله إن إيران في زمن الولي الفقيه هي الأولى في المنطقة بانتاج العلم والسابعة في العالم ببراءة الاختراع والمرتبة 16 في العالم بانتاج العلم. وأوضح أنه في ايران اليوم أكثر من 200 استاذ ومفكر تنتشر مقالاتهم العلمية في العالم، وأنه في 1979 كان هناك 165 الف طالب جامعي فقط اما اليوم فهناك 4 ملايين و800 الف طالب جامعي، وأنه في العام 1979 كان هناك 6% من النساء في الجامعات أما اليوم 75% من طلاب الجامعات هم نساء، مشيراً إلى أنه تم القضاء خلال 40 سنة على الأمّية عند البالغين في ايران بشكل كامل، مبيّناً بأن عدد الكتب المطبوعة بعد الثورة الايرانية هي مليون وأكثر من 200 الف كتاب.
وإذ أوضح بأن الإحصاءات التي يذكرها ليست صادرة عن الحكومة الايرانية إنما مصادرها هي الأمم المتحدة ومنظمات دولية، لفت سماحته إلى أن ايران بعد الثورة أصبحت الدولة الثانية في العالم بعد أميركا في الخلايا الجذعية، وأنها ليست بحاجة لاستيراد الدواء إنما تصنع ايران 97% من حاجاتها الدوائية.
وأضاف: إيران الأفضل بالعالم في التنمية البشرية ومن الأوائل في العالم في مأمول العمر، وهي الرابعة في العالم من حيث دراسات “النانو” والخامسة في العالم في مركز العمل بـ”النانو”، وفي المرتبة الاولى في المنطقة بالرياضيات والمرتبة 13 في العالم بالرياضيات والفيزياء.
وأشار السيد نصر الله إلى أن ايران تصنف في المرتبة الـ18 في الاقتصاد العالمي، وأنها تصنع 90% من حاجاتها الدفاعية وتُصدّر ما قيمته 5 مليار دولار للعالم، وأنها تصنع السفن والزوارق والطائرات المتوسطة والصغيرة والسيارات ووسائل النقل المختلفة، وأن لديها اكتفاءً ذاتياً في الكهرباء فضلاً عن أنها تبيع الكهرباء لدول الجوار.
وفي مجال الطاقة، لفت السيد نصر الله إلى أن ايران هي الدولة الثانية في العالم لأرخص سعر في البنزين، وأن الغاز يصل اليوم إلى 20 مليون عائلة إيرانية من خلال الأنابيب التي تصل إلى المنازل.
وشدّد الأمين العام لحزب الله على أن هذه الإنجازات كلّها ليست في دولة ملك أو شاه أو زعيم دكتاتوري، بل في دولة القانون والدستور والسيادة الشعبية في دولة الولي الفقيه.
ورأى السيد نصر الله بأن من انجازات الثورة الايرانية إحياء الدين وليس فقط الدين الاسلامي، والوقوف بوجه الهيمنة الاميركية بشكل جدي والقول لا للوهن والذّل، والوقوف بوجه الكيان الصهيوني حيث أعاد انتصار الثورة التوازن ووضع جداراً كبيراً بوجه المشروع الصهيوني، وإرساء الوحدة بين المسلمين ودعم المقاومة في المنطقة بوجه “اسرائيل”.
وبيّن السيد نصر الله بأن ما يجري في المنطقة ليست حرباً إيرانية – “إسرائيلية” ولا صراعاً سعودياً – إيرانياً، بل هي حرب أميركية على الجمهورية الإسلامية منذ العام 1979 إلى اليوم والسعودية وبعض دول الخليج أداة في هذه الحرب. معتبراً بأن الذين يحاربون إيران اليوم بالعقوبات والتكفير والفتاوى هم مجردّ أدوات في الحرب، مذكّراً بأن (ولي العهد السعودي) محمد بن سلمان اعترف بأن اميركا بعد 1979 طلبت من السعودية دعم ونشر الوهابية في العالم، مؤكداً بأن “الدولة الاسلامية” بنموذج “داعش” هي ما تريده اميركا وقامت السعودية بترويجه في العالم.
ووصّف الأمين العام لحزب الله ما يحصل في المنطقة بأنه إصرار أميركي على محاربة ايران لأنها دولة مستقلة وصاحبة قرارها، ولأن إيران لا تخضع لها وتعمل لمصلحة شعبها وبلدها، ولأن موقفها الاقليمي الى جانب المستضعفين والقدس وفلسطين ودعم المقاومة.
وإذ رأى بأن الصراع في المنطقة سوف يبقى قائماً وقد يأخذ أشكالاً مختلفة، جزم سماحته بأن أميركا ستتراجع وستنهزم في حربها ومشروعها ضد ايران، لأن ايران اليوم هي اقوى دولة في المنطقة ومحور المقاومة هو اقوى مما مضى، لافتاً إلى أن أميركا الى المزيد من الخروج من المنطقة و”اسرائيل” الى المزيد من الخوف والهلع، مشدداً على أن لا “اسرائيل” ولا الدول العربية من السعودية والامارات قادرة على فتح حرب على ايران.
ونبّه السيد نصر الله إلى أن البعض يستجر حرباً اميركية على ايران وهذا بحاجة الى كلام كبير لأن المنطق والردع وتوازن القوة لا يسمح بالحرب، متوعداً بأن إيران لن تكون لوحدها عندما تشنّ أميركا عليها الحرب لأن كل منطقتنا مرتبطة بها.
ولفت السيد نصر الله إلى أن هناك رهاناً على الفتن الداخلية والصراعات الداخلية، لكن ايران بحكمة قائدها ومسؤوليها وشعبها الصابر سوف تتجاوز كل الصعوبات، مردفاً: “نحن أيضاً نتأثّر لكنّنا أيضاً سنصمد ونتخطى كل هذه الصعوبات ولدينا القدرة على ذلك”.
وتوجّه السيد نصر الله إلى الشعوب العربية بالقول إن ايران لا تريد منكم شيئاً ولا تريد سلاحكم ولا مالكم وهي جاهزة للعطاء من سلاحها ومالها وقدرتها.
وقال السيد نصر الله إن أهم مشكلة اليوم ستواجهنا في مجلس الوزراء هي الكهرباء وايران جاهزة لحلها بأقل من سنة وباسعار متدنية جداً، كاشفاً عن أنه في حكومة رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي اتى وفد من ايران وقدم عرضاً كبيراً لبناء أنفاق تحل مشكلة السير في لبنان لمدة خمسين عاماً، وتساءل في موضوع الدواء لماذا سنستمر باستيراد الدواء ولماذا نبقى اتباعاً للآخرين؟
وفي موضوع حماية لبنان، أعرب سماحته عن إستعداده كصديق لايران لإستيراد سلاح دفاع جوي للجيش اللبناني من ايران، وللذهاب الى ايران للإتيان بكل ما يريده الجيش اللبناني ليصبح اقوى جيش في المنطقة، مشدداً على أن ما نحتاجه في لبنان السيادة الحقيقية والجرأة.
وتساءل سماحته: “لماذا ندير ظهرنا لهذا الصديق ونعطي رقابنا للأخرين؟”، مؤكداً على أن الولي الفقيه لم يطلب مني انا حسن نصر الله الامين العام لحزب الله اي شيء ابداً باي يوم من الايام، فنحن شركاء لايران في المنطقة ونحن سادة عند الولي الفقيه ونحن حزب الله اللبناني لدينا قرارنا الحر.
وختم السيد نصر الله، مبيّناً بأن حزب الله ينظّم مهرجاناً لمدة 3 أيام حول الثورة الاسلامية في ايران، مشيراً إلى أن هناك كتاباً هاماً جداً اسمه “ان مع الصبر نصراً” يروي فيه الامام الخامنئي ذكرياته منذ ولادته وحتى انتصار الثورة.

 

آخر الأخبار
مسيرات جماهيرية في المخيمات الفلسطينية بسورية عدوان أمريكي-بريطاني على اليمن غارات على 4 محافظات يمنية..وحركة أنصار الله تتوعد واشنطن ولندن بـ"رد ... *الولايات المتحدة الأمريكية تريد استغلال الحرب على حزب الله لانتخاب جوزيف عون رئيساً للبنان* *خالد عبد المجيد الأمين العام لجبهة النضال الفلسطيني للوفاق: المقاومة فكرة خالدة..وعقيدة لكل حر لا ت... فصائل المقاومة الفلسطينية تقيم مجلس عزاء وتبريك لروح الشهيد السيد حسن نصرالله والقادة ‏الشهداء قادة وممثلو فصائل المقاومة الفلسطينية يقدمون واجب العزاء والتبريكات باستشهاد السيد حسن نصر الله مع بدء دخول بري محدود.. "إسرائيل"لا تستطيع القيام باجتياح واسع..حزب الله بإنتظار جيش الإحتلال..تطورا... إدارة بايدن تُكلّف مصر بوضع وثيقة ما بعد وقف إطلاق النار في غزة..اتصالات ومُشاورات مع قطر والإمارات ... الفلسطينيون في مخيمات لبنان يفتحون قلوبهم قبل بيوتهم لإغاثة أشقائهم اللبنانيين حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية: العدوان الصهيوني على اليمن وسوريا ولبنان “تصعيدا خطيرا و استمرار لل... *الأسد: الشهيد السيد نصر الله سيبقى في ذاكرتنا وفاءً لوقوفه على رأس المقاومة الوطنية اللبنانية إلى ج... اغتيال نصر الله..كيف سيؤثر على مستقبل حزب الله ومحور المقاومة ومشهد الصراع في المنطقة..؟ رحيل الأديب الفلسطيني الكبير رشاد أبو شاور *جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تتقدم بأسمى آيات العزاء والتبريك باستشهاد القائد الوطني والقومي والإسل... بفارق زمني بسيط..المقاومة الإسلامية في العراق والقوات المسلحة اليممية تنفذ سلسلة عمليات ضد أهداف للا... فصائل المقاومة الفلسطينية تقيم مهرجاناً مركزياً لتأبين القادة الشهداء في فلسطين ولبنان سيناريوهات محتملة..حرب استنزاف واسعة النطاق، واستمرار الضغط العسكري لفك ارتباط الجبهات أو الحرب الإق... جبهات إسناد المقاومة في غزة.. عمق التأثير والفاعلية والردع وإرباك العدو من خلال ترابط وتكامل “وحدة ا... *لو لم يكن لثورة 21 سبتمبر اليمنية من إنجاز سوى مساندة غزة لكفى..ثورة الحرية والإستقلال حزب الله: عملياتنا الداعمة لغزة والدفاع عن لبنان ستتواصل كالمعتاد..ولمجزرة الاحتلال بحق لبنان حساب ع... مصادر أمنية تكشف عن طبيعة وكيفية تفجير الاحتلال الصهيوني لأجهزة "البيجر" في لبنان تحالف قوى المقاومة الفلسطينية يشيد بخطاب السيد حسن نصر الله ويثمن عالياً مواقفه المبدأية الثابتة وال... عدوان صهيوني جديد على لبنان يسفر عدد من الشهداء ومئات الجرحى في انفجارات جديدة لأجهزة لاسلكية في عدة... ما بين إدارة الصراع وحرب التحرير.."المتغيرات تصب في صالح جبهة المقاومة". السيد عبد الملك الحوثي: سنفاجئ الأعداء بتقنيات غير مسبوقة في التاريخ، ولن نألوا جهداً في نصرة الشعب ...