رسالة من مهجّري اليرموك إلى أصحاب الضّمائر الحيّة
بقلم:د.سامي الشّيخ محمّد
باسم عذابات أبناء وأحفاد النّكبةِ من أبناء فلسطين المقدّسة ، باسم مهجّري مخيّم اليرموك الّذين بلغت آلام تهجيرهم أعنان السّماء ، باسمِ أصوات من يفترشون بيوت الإيواء الّتي وفّرتها الدّولة السّوريّة لهم ، باسمِ من يُحاصرهُم جنون أجور البيوت المستأجرة الآخذة في الارتفاع المستمرّ ، باسم من يدعون الله ليلَ نهارٍ يرجونَ رحمتهِ ، بالفرج القريب عليهم بردّهم إلى بيوتهم المهجّرين منها بفعل الإرهاب الفاشيّ الّذي استهدفهم فيها كما مخيّمهم ، أو بفتح أبواب رحمته العاجلة في فردوسه السّماويّ راحةً لهم من حالة البؤس الّتي يكابدونها ليلاً ونهاراً .
باسم من يعيشون على جمر الأمل والرّجاء بعودتهم لمخيّمهم عاصمةُ فلسطين في الشّتات ، مهد انطلاق البندقيّة المقاومة للمحتلّ الصّهيونيّ من سوريّة العروبة ، باسم جموع الأوفياء لقضيّتهم وعروبتهم ، ولشهدائهم الّذين امتزجت دماؤهم مع دماء أخوتهم من بواسل الجيش العربيّ السّوريّ ، في التصدّي للإرهاب الظّلاميّ التّكفيري ودحره عن المخيّم ، وعن أكثر من بقعة طاهرة من الأرض السّوريّة المباركة الطّهور.
نتوجّه بقلوب يحدوها الأمل والتّفاؤل إلى أصحاب الضّمائر الحيّة ممّن يُعوّل عليهم ، في الإسراع بعودة مهجّري المخيم إلى مخيّمهم ، التزاماً وتنفيذاً لإرادة السيّد الرّئيس بشّار الأسد رئيس الجمهوريّة العربيّة السّوريّة ، رمز صمودها ونضالها وعزّتها ، قائد الأمّة العربيّة المعاصرة باقتدار .
نتوجّه إلى الرّئيس محمود عبّاس رئيس دولة فلسطين ، بزيارةٍ عاجلةٍ إلى عاصمة العروبة وقلبها النّابض دمشق ، للتّنسيق مع القيادة السّوريّة الشّقيقة الّتي أبدت استعدادها الكامل للتّعاون والتّنسيق مع دولة فلسطين بشأن تأهيل مخيّم اليرموك وعودة الأهالي إليه .
كما نتوجّه إلى الأخوة قادة فصائل تحالف القوى الفلسطينيّة في دمشق ، لتكثيف جهودهم مع الجهات الحكوميّة المختصّة ، للإسراع بإعادة الأهالي ، وتأهيل خدمات البنية التّحتيّة من كهرباء وماء وصرف صحيّ بالتّواصل والتّنسيق مع الجهات المعنيّة .
والله وليّ التّوفيق