عبد المجيد في يوم القدس الثقافي: بالرغم من التحديات الكبيرة التي تفرضها أمريكا وإسرائيل وأدواتهم, إلا أن هناك مشهداً مشرفاً عبر عنه شعبنا الفلسطيني من خلال مسيرات العودة المستمرة في قطاع غزة التي شكلت ردعاً وإرباكاً للاحتلال
المكتب الصحفي ـ راما قضباشي
افتتحت مؤسسة القدس الدولية سورية اليوم فعاليات يوم القدس الثقافي لهذا العام في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق بالتعاون مع اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني وفصائل المقاومة الفلسطينية، 30/1/2019 بحضور سفير دولة فلسطين والسفير الكوبي وقادة وممثلي الفصائل الفلسطينية وممثلين عن الأحزاب والفعاليات والاتحادات السورية والفلسطينية.
وأشار الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد في محاضرة بعنوان “المستجدات الفلسطينية والمشهد في ظل تطورات المنطقة” إلى أن أحد أهم أهداف المؤامرات التي حاكتها الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني والرجعية العربية في المنطقة هو تدمير الدول العربية تمهيداً لتصفية القضية الفلسطينية، خاصة بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي “ترامب” اعترافه بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأمريكية إليها, مما شكل غطاء لإجراءات متلاحقة للاحتلال في مدينة القدس, وتجاه القضية الفلسطينية, خاصة في ظل ضعف وتواطؤ وتآمر العديد من الأنظمة العربية, التي سعت وتسعى لإقامة تحالف مع الكيان الصهيوني وتطبيع العلاقات معه.
وأكد عبد المجيد بالرغم من هذه التحديات الكبيرة من قبل أمريكا وإسرائيل وأدواتهم, إلا أن هناك مشهداً مشرفاً عبر عنه الشعب الفلسطيني من خلال مسيرات العودة المستمرة في قطاع غزة، وقوة المقاومة التي شكلت ردعاً وإرباكاً للاحتلال في أي عدوان يحاول القيام به, مشيدا بالعمليات البطولية التي حصلت في الضفة الغربية والقدس والحراك الشعبي في الخان الأحمر وفي المدن والمخيمات الفلسطينية, مما جعل المحتل في حالة استنفار دائم وزاد من حملة الاعتقالات للناشطين.
مشيرا إلى أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية أنها مطلب وطني وشعبي وفصائلي ويجب أن يستند لرؤيا وطنية سياسية أساسها برنامج المقاومة والانتفاضة, مشيرا إلى أن استمرار حالة الانقسام سيؤدي لتوظيفها للانخراط في النهج الأمريكي لفرض “حل صهيوني” على الفلسطينيين، حيث لا يوجد هناك تسوية بل محاولات لتصفية القضية الفلسطينية من خلال إعطاء السلطة مكاسب اقتصادية وتسهيلات للفلسطينيين مع بقاء المستوطنات وشطب حق العودة والقدس، محذرا من تشكيل مؤتمر إقليمي تسعى أمريكا لعقده من أجل “الحل الإقليمي” على حساب القضية الفلسطينية.
داعيا لتفعيل مؤسسات م.ت.ف من خلال إجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني حيثما أمكن، وأن يتم عقد المجلس الوطني ويتم انتخاب لجنة تنفيذية أمينة ومؤتمنة, ويتم إقرار برنامج سياسي يستند لنهج المقاومة للاحتلال والتمسك بكامل حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير والقدس, ويعاد بناء مؤسسات المنظمة, لتشكل المنظمة المرجعية الموحدة لشعبنا بعيداً عن اتفاقات أوسلو وملحقاتها وسحب وثيقة الاعتراف بالعدو الذي تجاوز كل الحدود في ممارساته ضد الأرض والمقدسات والإنسان في فلسطين، لتكون بذلك المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وشكر عبد المجيد سورية شعبا وجيشا وقيادة على موقفها الداعم للشعب الفلسطيني وخاصة قرار السيد الرئيس بشار الأسد الذي سمح بعودة الأهالي لمخيم اليرموك الذي يعتبر عاصمة الشتات ورمزا لحق العودة.
وأوضح عبد المجيد أن خطة إعادة تأهيل الأوضاع والإعمار في المخيمات الفلسطينية في سورية سيقوم على عدة جهات:-
1ـ الدولة السورية باعتبار أن المخيمات جزء من الأرض السورية وتخضع لإعادة الأعمار كما تخضع المدن والقرى السورية.
2ـ الأونروا التي يقع على عاتقها مسؤولية في هذا المجال ويجب أن تقوم بدورها تجاه اللاجئين في المخيمات, وهذا يتطلب متابعة حثيثة من المرجعيات الفلسطينية .
3ـ منظمة التحرير الفلسطينية, وعليها تحمل مسؤولياتها من أجل إعادة تأهيل وإصلاح الأضرار التي لحقت بالمخيمات.
وقد جرى تخصيص مبلغ مليوني دولار من التبرعات التي جمعت سابقا لفلسطينيي سورية، وقامت اللجنة المشرفة من المهندسين والمقاولين بإزالة الأنقاض وستتابع عملها بالتنسيق مع محافظة دمشق، والتي نطالبها بالإسراع في إعادة البنية التحتية في المخيم من أجل عودة الأهالي الفلسطينيين والسوريين إلى مخيم اليرموك.
ولفت عبد المجيد إلى أن صمود سورية عرقل المشروع الأمريكي الصهيوني ومحاولات النيل من القضية الفلسطينية مضيفاً “نعتبر وحدة الموقف الفلسطيني ضرورة وطنية لمجابهة المخاطر وما يسمى بصفقة القرن”، التي هدفها تصفية قضية فلسطين وإنهاء الصراع العربي الصهيوني خدمة لمشاريع أمريكية ـ إسرائيلية, وتحويله من صراع مع عدو الأمة الكيان الصهيوني إلى صراع مذهبي طائفي ومع محور المقاومة.
وفي مداخلة له بين سفير فلسطين في سورية محمود الخالدي أن موضوع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يأخذ حيزاً كبيراً من النشاطات في دمشق وتم إعداد برنامج واسع من الفعاليات التي تنفذ لدعم أهلنا وأبطالنا في فلسطين والأسرى الذين حولوا معتقلات العدو إلى مدارس وطنية للنضال والمقاومة.
ولفت السفير الخالدي إلى أنه تم إعداد دراسة حول فشل سياسة “إسرائيل” الممنهجة ضد الأسرى داعياً للمشاركة في الاعتصام الذي يقام غداً أمام مقر الصليب الأحمر الدولي بدمشق.
وفي تصريح صحفي أكد مدير عام مؤسسة القدس الدولية سورية الدكتور خلف المفتاح أن النشاط الثقافي الذي تقيمه المؤسسة يهدف لدعم المنظمات الفلسطينية العاملة على الساحة السورية وتقديم خطاب موحد يؤسس وحدة نضالية سورية وفلسطينية ولبنانية تعتبر أساساً في مواجهة العدو الصهيوني.
بدوره أشار رئيس اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني محمد مصطفى ميرو إلى المستجدات على الساحة السياسية و ضرورة دعم الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الصهيوني والوقوف خلف الجيش العربي السوري ومحور المقاومة في الحرب ضد الإرهاب .
وتضمنت الفعالية التي أقامتها مؤسسة القدس الدولية سورية بالتعاون مع اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني وفصائل المقاومة الفلسطينية تكريما للمشاركين في الفعاليات الثقافية والفكرية لعام 2018.
كما قدمت فصائل تحالف قوى المقاومة الفلسطينية شهادات تقدير لمؤسسة القدس الدولية واللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني.
يشار إلى أن مؤسسة القدس الدولية فرع سورية أطلقت في نيسان 2016 يوم القدس الثقافي ليكون فعالية دورية تقام في الأربعاء الأخير من كل شهر .