العِبْرَةُ للنهايات، لا للبدايات ..في الحَراكات والانتفاضات(الإرهاب والفساد)صناعة أميركية.
” د . بهجت سليمان “
1▪︎ القول بأن ( العراقيين اليوم في الساحات والشوارع يحاولون استعادة وطنهم ) قول يحتاج إلى تصويب .. فاستعادة الوطن لا تتحقق بدعم الأمريكي المحتل والبريطاني المغتصِب و الذيل السعودي والإماراتي .
2▪︎ و القول بضرورة ( إسقاط سلطة فاسدة تعمل لحساب أجندات بددت أمن وثروات الوطن ) هو كلام جميل ..
ولكنه ، بالحقيقة ، ستارة وغطاء لا ستبدال هذه السلطة بسلطة جديدة ، تكون
أكثر مطواعيةً للمحتل الاميركي ، وأكثر مرونةً في التعاطي مع العدو
الصهيوني ، وأكثر استعداداً لمعاداة محور المقاومة والممانعة .
3▪︎ و نعم هذه ( السلطة الفاسدة مدعومة من أميركا ومن إيران ) .. ولكن لغاياتٍ مختلفة بين الطرفين ..
فالأميركي يريد إتباعها كلياً له وجعلها عدوةً لمحور المقاومة ، من بابه إلى محرابه ، وتابعةً ل ” إسرائيل ”
والإيراني يريد إبعادها عن اميركا وعن ” إسرائيل ” وتقريبها من محور المقاومة .
4▪︎ و من المفيد تحديد العراقيين الذين قاتلوا أميركا ( وإلاّ نصبح ك اللبناني !! ” جان بو لاط ” ، الذي يتباهى بين آونة وأخرى بقوله : لقد حررنا لبنان من الاحتلال الإسرائيلي !!! ) .
5▪︎ بينما الدواعش والصحوات ، لم يقاتلوا إلاّ من قاتل أميركا .
6 ▪︎
ومشكلتنا أننا لا نتعلّم من أنفسنا ، ولا من غيرنا . وتَجَارِبُ ما
سُمِّيَ ب ( الربيع العربي !! ) لا زالت ماثلةً أمام عيوننا ، وتصفعنا كل
يوم .
فالحراكات الشعبية التي قامت في بلدان ( الربيع العربي !! ) كانت
هي الجسر والقاطرة والتُّكَأَة التي امتطاها المحور الصهيو – اميركي ،
لتدمير مُقَدَّرات الشعوب وتمزيق نسيجها الاجتماعي ، و إدخالها في تِيهٍ
يؤدي بها إ لى بحارِ من الدماء ويضعها على سكّة التقسيم .
7 ▪︎ ولا يعني هذا أن تلك الحراكات كانت مشبوهة ، سواءٌ كان عددها قليلاً أو كبيراً أو كبيراً جداً ..
بل يعني أنه جرى امتطاؤها وتوظيفها ، لتحقيق أهداف خارجية ، هي عكس الأهداف التي خرجت من أجلها .
8▪︎ وكيف حصل أو يحصل ذلك ؟ حصل ويحصل ، لأن الحشودات الجماهيرية التي تخرج بشكل عفوي ، وتسيطر عليها عواطفها .. تكون هَشّة إلى درجة ، تستطيع فيها مجموعاتٌ أقلّ منها عدداً بكثير ، أن توجهها وأن تقودها وأن تحدد لها سمتها واتجاهها .
9▪︎ والنوايا الطيبة للجماهير ، لا تكفي لتحقيق الأهداف المنشودة ، بل تتحكم بها وتصادرها النوايا الخبيثة للقوى الداخلية المرتبطة بالقوى الخارجية الصهيو – اميركية ، المنظمة والممولة والمدربة على قيادة وتوحيه الحراكات الشعبية وتوظيفها بعكس أهدافها الحقيقية .
10▪︎ وتبقى العبرة بالنتائج ، لا بالبدايات ..
وبالأعمال الحقيقية ، لا بالنوايا الطيبة ..
وبموازين القوى ، لا بالرغبات والتمنيات ..
وبالقيادات الوطنية المحنكة التي تستخدم عقولها ، لخدمة وطنها وأمتها و مستقبل شعبها ..
وليس ” القيادات ” التي تقودها غرائزها وأوهامها ونزعاتها الثأرية .
———————-
.
■ ( الإرهاب ) و ( الفساد ) صناعة أميركية ؟ ■
1▪︎ استغرب البعض أن يقال بأن ( الإرهاب ) و ( الفساد ) صناعة أميركية ..
واستغرب البعض الآخر أن يقال بأن الفساد يضرب أطنابه في الولايات المتحدة الأمريكية ..
2▪︎
ولم يعد خافيا على أحد ، بأن الإرهاب بات السلاح الأهم في ( الحرب الناعمة
!! ) الجديدة التي اعتمدتها واشنطن ، ضد الآخرين ، في العقود الأخيرة .
و ( الحرب الناعمة ) بالنسبة للأمريكان ، هي استخدام جميع الأسلحة الممكنة
، ما عدا خوض حرب شاملة مباشرة كحربها في ( فييتنام ) و ( العراق ) ..
بدءا من الحرب الإعلامية ، والثقافية ، والمالية ، والاقتصادية ، والنقدية
.. وصولا إلى زرع الإرهاب والفساد في أراضي الآخرين ، ورعايتهما ،
وتوظيفهما بما يلائم المصالح الاستعمارية الأميركية .
3▪︎ وان يكون ( الإرهاب ) و ( الفساد ) صناعة أمريكية .. فذلك لا يعني بأنهما اختراع أميركي ..
لأن الإرهاب والفساد ، موجودان منذ وجود البشرية .. ولكن واشنطن ” اكتشفت ”
بأن استخدام هذين السلاحين ضد أعدائها وخصومها ، وحتى ضد أصدقائها ، عندما
تدعو الحاجة .. هو أكثر مردودا وجدوى ، وأقل كلفة بكثير من تجييش الجيوش
المسلحة وشن الحروب العسكرية المباشرة .
4▪︎
وطبعا ، يجري زرع الإرهاب في التربة الملائمة لنموه وانتشاره .. والتربة
الملائمة هي الجهل والفقر والطائفية والمذهبية والعرقية والمناطقية ..
وهذه التربة المناسبة ، متوافرة في معظم بلدان العالم الثالث ، بفعل
الموروثات السلبية التاريخية ، وفي طليعتها ( الوهابية ) و ( خوان المسلمين
) وبشكل خاص في معظم نواحي الوطن العربي .
5▪︎
والتربة تحتاج إلي تسميد وسقاية . وهما متوافران بكثرة في البترو دلار وفي
الغاز دولار ، الموجودين في محميات الكاز والغاز الأعرابية ..
ونواطير
هذه المحميات ، جاهزون غب الطلب ، لتقديم مئات مليارات الدولارات ، لإرضاع
وإحياء وتسمين هذا ( الوليد ) الأخطبوطي الصهيو/ أميركي وتسليحه وتذخيره ،
بالشكل وبالحجم الذي يأمر به العم سام الأميركي .
6▪︎ وطالما أن أمريكا هي الراعي والموجه الأول في عملية توظيف الإرهاب .. فهذا يعني أنها هي الصانع الاكبر لهذا الأرهاب .
و تفعل أمريكا بمسألة ( الفساد ) تماماً كما فعلت وتفعل بمسألة ( الإرهاب )
، حيث زرعت الإرهاب في التربة المناسبة له وسقَتْهُ ، ثم استخدمته
ووظّفَتْهُ لفرض سطوتها وهيمنتها ، تحت عنوان ( محاربة الإرهاب ).. وكذلك
زرعت ( الفساد ) والآن تمتطيه وتستثمره وتستخدمه بما يخدم مصالحها
وحساباتها .
7▪︎ ورغم أن الفساد
قديم قدم التاريخ . ورغم أن الامبراطوريات الاستعمارية ، اعتمدته سلاحا
فعالا في نهب مقدرات الشعوب الأخرى ، من خلال اعتماد أفراد وزمر ومجموعات
ونخب محلية تنتمي للشعوب الأخرى .. ومنحها مكاسب وامتيازات خرافية ، على
حساب الشعوب التي ولدت بين صفوفها ..
ومن ثم القيام بقوننة و” شرعنة ”
عملية النهب التي تقوم بها لتلك الشعوب ، من خلال تخادم مشترك مع تلك الزمر
والمجموعات المحلية ، بحيث ” تشفط ” القسم الاكبر من مقدرات وثروات تلك
الدول ، وتترك الفتات لأذنابها المذكورة .
8▪︎ وأمريكا ترعى تلك الحالة الداخلية من الفساد المستشري في دول العالم ، وتسمدها وتسقيها أيضا ، ثم توظفها وتستثمرها عند الحاجة .. وهذا ما يجري في لبنان والعراق حاليا – على سبيل المثال لا الحصر ..
9▪︎ وأما أمريكا ، بحد ذاتها ، فهي الدولة الاكثر فسادا على وحه الارض ، ولكنها تقونن هذا الفساد .
وأزمة عام 2008 التي هي أزمة ( الرهن العقاري ) كشفت حجم الفساد الخرافي
في أمريكا ، حيث تبدد ت فيها عشرات تريليونات الدولارات ، بسبب الفساد (
والتريليون = ألف مليار دولار ) ..
وهناك شخص واحد إسمه ( مادوف ) في
ذلك الحين ، اختلس ( 62 ) مليار دولار ، ولأنه كان شريكا لبعض علية القوم ،
جرى توقيفه و ” لفلفة ” الموضوع .
10▪︎
وأمريكا تعطي للفساد الأخطبوطي المتجذر في بنيتها الاجتماعية والاقتصادية
والسياسية ، طابعا عصريا ، وتمنحه أغلفة براقة وأشكالا جذابة ومغرية ..
وأما في دول العالم الأخرى التابعة لها ، أو التي تدور في فلكها ، أو التي
تتأثر بها ، فتترك الرسن بيدها ، لكي تبقى متحكمة بشكل كامل في الحركة
ااسياسية لتلك الدول ، ولكي تمنع أي طموح أو جموح شعبي نحو الاستقلال
والسيادة والسيطرة على المقدرات الوطنية ..
ولذلك تحافظ دائما على أدواتها الفاسدة في تلك الدول ، طالما بقيت في خدمتها وطالما بقيت قادرة على القيام بالمهام المنوطة بها .
وفي اللحظة التي تصبح فيها تلك الأدوات عاحزة ، لسبب أو لآخر ، عن القيام
بالوظيفة المطلوبة منها ، أو في اللحظة التي تصبح فيها عبئا على مشغلها
الأميركي .. يجري ركلها ورميها من النافذة ك فأر ميت ..
ويجري
استبدالها فورا بفاسدين جدد ، أكثر حيوية ونشاطا وديناميكية ، وأكثر قدرة
على القيام بالدور الوظيفي المطلوب ، سياسيا واقتصاديا .
————————-
▪ ︎تكون المظاهرات إيجابية ، عندما تبقى تحت سقف الوطن.
▪ ︎وأمّا المظاهرات التي يتحمس لها الأمريكي والسعودي ، لا تعود وطنية.
—————————-
▪ ︎لماذا لم تدفع التدخلات الأمريكية – السعودية ، الأمور في العراق ، باتجاه طائفي ومذهبي؟ ..
▪ لأن المطلوب حاليا ، هو حرب شيعية – شيعية.
————————-‐—-
▪ ︎رفع الوصاية عن العراق ، لا يتحقق بجعل الصديق الإيراني ، عدوا .. ولا بجعل الأميركي وأذنابه ، أصدقاء..
▪ ︎و كذلك لا يتحقق بعبارات إنشائية وعاطفية .
▪ ︎السنوات القادمة بيننا..سوف يندم العراقيون ندما ًشديداً ،حين لن ينفعهم الندم ، على ما قاموا به في نهاية2019.
▪ ︎رغم أن الفساد مُسْتَشْرٍ بلا حدود.. ولا بُدّ من مُحارَبَتِه ، ولكن ليس بالالتحاق الكامل بالأمريكان !!
▪ ︎مهما كان جسم المظاهرات وطنيا ً..
▪ ︎فالنتيجة ستكون عكس الغاية ، عندما يكون الرأس المُحَرِّك وأذنابه ، مُعادِينَ للوطن.
[ من لا يرى أن أمريكا هي السبب الاول للإرهاب والفساد في العالم ، يحتاج إلى تصويب بصره وبصيرته.]
.